إذا لم تكن جزءا من الحل فأنت جزء من المشكلة
د. صالح السعد
22-10-2020 01:41 PM
تحضرني هذه الحكمة في مواقف وأزمات مختلفة ، وهي بصيغتها السببية الشرطية ( وأعني ورود فعل الشرط في بدايتها ) ، تفترض بالشخص أن يكون جزءاً من حلول المشكلة أو الأزمة من خلال ثلاثة أدوار رئيسية وشرطية ، أولها دور سببي ، أي أن لا يتسبب بالمشكلة أصلاً ، وثانيها فعلي ، أي أن يساهم في حل المشكلة مادام له دور فعلي في وجودها أو في استمرارها ، وثالثها أن لا يكون مسبباً أو فاعلاً للمشكلة ، أي لا ناقة له فيها ولا جمل ، لكن مادامت النتائج عامة تصيب الفرد ويتأثر كغيره بسلبياتها ، فيصبح واجباً عليه أن يكون جزءاً من الحل ، وإلا سيكون حتماً جزءاً من المشكلة ، شاء أم أبى .
إن الجائحة التي نمر بها ، تحتاج إلى أن نكون جميعاً في كافة مواقعنا جزءاً من الحل ، بعد أن استعصت كثيراً من الحلول الوقائية والعلاجية على مستوى جميع دول العالم ، وذلك من خلال تطبيقنا للتدابير والإجراءات والتعليمات الخاصة بمكافحة هذا الوباء والحد منه والسيطرة عليه ، بدلاً من أن يشغل بعضنا نفسه بالانتقادات والتجريح لكل صغيرة أو كبيرة، فعلية أو من نسج الخيال ، ونلقي التهم جزافاً هنا وهناك لإشغال أوقات الفراغ أو لحاجة في نفس يعقوب ليس أكثر ، بدلاً من أن نكون نماذج التزام وعناصر دعم وتشجيع ومؤازرة لأي جهود فردية أو جماعية حكومية أو تطوعية تبذل في مواجهة هذه الجائحة ، ونبدأ بأنفسنا ونصر على أن نكون قدوة حسنة لغيرنا في الالتزام الجاد والمشاعر الوطنية الصادقة تجاه الوطن والمجتمع ككل ، وبهذه الحالة نكون فعلاً جزءاً مهماً من الحل الذي يوصلنا لتحقيق أهدافنا أياً كانت ، ومتى كانت ، وكيفما تكون .
ويحدونا الأمل بتوجيه دعوة صادقة ملؤها الود والنخوة إلى نشامى الوطن إلى الشباب بكافة مواقعهم الذين يشكلون طاقةً محركةً خلاقة، أن يعوا جيداً خطورة الأزمة وتحدياتها القاسية بكل أبعادها، ويبادروا بحملة نشامى ونشميات الوطن في كافة مناطق تواجدهم ، لتحفيز الجهود نحو الالتزام التام بكافة تعليمات الوقاية من هذه الآفة، والأمل كبير بهم أن يكونوا كعادتهم جزءاً مهماً وحاضراً من الحل الذي ننشد.