هل وقعت أوروبا تحت وطأة "قفزة ثالثة" لكورونا؟
22-10-2020 11:54 AM
عمون - منذ بدأت معظم البلدان الأوروبية تحطّم أرقامها القياسية في عدد الإصابات اليومية الجديدة بـفيروس كورونا، لم يعد خبراء منظمة الصحة العالمية يتحدثون عن "الموجة الثانية" للوباء بقدر ما يتحدثون عن "القفزة الثالثة" للفيروس الذي ظهر للمرة الأولى أواخر ديسمبر في الصين، لينتقل منها إلى أوروبا ثم إلى أميركا، والآن مجدداً إلى القارة الأوروبية التي باتت قاب قوسين من العودة مرة أخرى لتكون البؤرة الرئيسية لانتشار الفيروس في العالم.
وأظهر إحصاء لـ"رويترز" أن أكثر من 41.04 مليون أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم في حين وصل إجمالي الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليون و127,177.
وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر كانون الأول 2019.
وأودى الفيروس بأكثر من 250 ألف شخص في أوروبا، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس".
وفي حين تفيد آخر البيانات بأن عدد الإصابات الجديدة في أوروبا قد ازداد بنسبة 34% خلال الأسبوع الماضي وحده، مقابل زيادة لم تتجاوز 6% في القارة الأميركية خلال الفترة نفسها، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الدول إلى اتخاذ كل التدابير اللازمة بأسرع وقت ووضع كل الإمكانات لتعزيز المنظومات الصحية التي يتوقّع خبراء المنظمة أن تزداد عليها الضغوط في الأسابيع المقبلة، محذرا من الاحتمالات العالية بأن يتسارع سريان الفيروس في النصف الغربي من الكرة الأرضية مع اقتراب فصل الشتاء.
ولمواجهة الارتفاع المقلق في عدد حالات كوفيد-19 في قسم كبير من أوروبا والولايات المتحدة، نصح مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين السلطات الاثنين بـ"وضع المخالطين في الحجر".
إلى ماذا يستند الخبراء؟
ويستند الخبراء في حديثهم عن "قفزة ثالثة" إلى بيانات من ضمنها أن من بين البلدان العشرة الأولى التي تسجّل أعلى عدد من الإصابات بكوفيد-19 في العالم توجد حالياً 6 بلدان أميركية؛ هي: الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين وكولومبيا والبيرو والمكسيك، فيما توجد بينها 3 دول أوروبية هي إسبانيا وروسيا وفرنسا، بحسب ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".
لكن من البلدان العشرة التي سجّلت أكبر عدد من الإصابات الجديدة خلال الأيام السبعة الأخيرة، يتبيّن أن بينها 5 دول أوروبية وهي: فرنسا وروسيا وإيطاليا وتشيكيا وهولندا، ثم بولندا في المرتبة الثانية عشرة. يضاف إلى ذلك أن مجموع الإصابات الحالية في القارة الأميركية يزيد على 18 مليوناً، منها 7 ملايين في الولايات المتحدة و5 في البرازيل، فيما يبلغ إجمالي الإصابات في أوروبا 8 ملايين، منها 1.2 مليون إصابة في روسيا وحدها. لكن أرقام الأسبوع الماضي توضح أن عدد الإصابات الجديدة في أوروبا قد زاد على 700 ألف ويكاد يوازي عدد الإصابات في القارة الأميركية الذي بلغ 800 ألف خلال الفترة نفسها.
ويثير هذا المسار التصاعدي السريع للوباء في أوروبا قلقاً كبيراً في منظمة الصحة العالمية التي قال مديرها الإقليمي لأوروبا هنري كلوغ: "نحن أمام ارتفاع متسارع في الإصابات اليومية وفي أعداد الوفيات، وما زلنا على بعد شهرين من بداية فصل الشتاء الذي يشهد عادة ارتفاعاً كبيراً في الضغط على المؤسسات الصحية نتيجة انتشار الفيروسات الموسمية".
قال ناطق باسم "المركز الأوروبي لمكافحة الأوبئة" إنه لا توجد حتى الآن قرائن علميّة كافية حول هذا التسارع الأخير لانتشار الوباء في أوروبا، وأن ثمة اعتقاداً سائداً بأن الطقس البارد هو أحد هذه الأسباب.
وكان "المركز الأوروبي" قد أشار في بيانه الدوري الأخير، أمس الأربعاء، إلى أن "النسبة الأعلى من سريان الفيروس هي في المنازل وداخل الأماكن المغلقة التي لا تستوفي شروط الوقاية، وإذا حافظنا على مسافة التباعد وكثّفنا الفحوصات وعزل الإصابات وتتبعها وتدابير الحجر وغسل الأيدي واستخدام الكمامات، فسنتمكّن من كسر سلسلة السريان في الأسابيع المقبلة".
عودة الإغلاق إلى دول أوروبية
وأصبحت إيرلندا أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعيد فرض الإغلاق التامّ لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد على أمل "الاحتفال بعيد الميلاد بشكل معقول" فيما تدخل تدابير جديدة أيضا حيز التنفيذ في بلجيكا وسلوفينيا وايطاليا.
وتستعد منطقة لومبارديا بشمال إيطاليا لفرض حظر تجول ليلي، في أكثر التدابير المرتبطة بالفيروس صرامة، منذ إلغاء الإغلاق العام في الربيع. ويطبق منع التجول بين الساعة 11 مساء والخامسة صباحا اعتبارا من ليل الخميس ويستمر حتى 13 نوفمبر.
وفرضت مقاطعة ويلز البريطانية تدابير عزل لأسبوعين وطلبت من السكان البالغ عددهم ثلاثة ملايين البقاء في المنازل إلا لأسباب محددة جدا مثل ممارسة الرياضة أو الذهاب إلى العمل، وحظرت التجمعات داخل المنازل أو خارجها.
وفي بلجيكا التي ارتفع فيها عدد حالات الاستشفاء الجديدة بنسبة 100% خلال أسبوع، أغلقت المطاعم والمقاهي والحانات أبوابها الاثنين بموجب تدبير يطبق لمدة شهر ويترافق مع حظر تجول ليلي.
وفي سلوفينيا سيحظر على السكان البالغ عددهم مليوني نسمة الخروج بين الساعة 9 مساءً والسادسة صباحًا، باستثناء السفر الضروري جدا، وفقًا لمرسوم حكومي صدر الاثنين. كما ستقتصر التجمعات على 6 أشخاص مقابل 10 في السابق وستُمنع جميع التنقلات بين مناطق البلاد الـ12.
كما عززت النمسا إجراءاتها ودعا المستشار المحافظ سيباستيان كورتز السكان إلى "بذل كل ما باستطاعتهم لتفادي الإغلاق الثاني".
وستقتصر التجمعات على 6 أشخاص في الأماكن المغلقة و12 شخصًا في الأماكن المفتوحة، باستثناء مراسم الجنازة.
وعززت العاصمة الرومانية بوخارست قيودها، وفرضت وضع الكمامة اعتبارا من منتصف الليل بما في ذلك في الهواء الطلق ومن سن الخامسة. وستغلق المؤسسات التعليمية أبوابها لمدة أسبوعين على الأقل وسيتم تلقي الدروس عبر الإنترنت.
العربية.نت