القمة في ليبيا فماذا تتوقعون؟
فهد الخيطان
27-03-2010 06:08 AM
القرارات معروفة والمفاجآت متوقعة من طرف القذافي
لا شيء - غير الخلافات وقائمة الحضور والغياب - يثير اهتمام وسائل الاعلام وهي تتابع اعمال القمم العربية. في قمة ليبيا اليوم لا تبدو الخلافات واردة بالقدر الذي كنا نشهده في السابق فالنظام الرسمي العربي بلغ من العجز منزلة لم يعد قادرا معها حتى على المماحكة والمناكفة, كل ما في الأمر خطب وانشاء وبيانات منسوخة عن قمم سابقة.
ميزة القمة هذه المرة هي في شخصية رئيسها معمر القذافي الذي سيكون محط انظار الصحافيين بما يحمل من مفاجآت عودنا عليها في مناسبات سابقة.
كان حضور القذافي لأي قمة مصدر قلق للدولة المضيفة, كما كان غيابه مشكلة تستدعي وساطات عربية لثنيه عن الغياب.
اليوم سيكون القادة العرب - نصفهم تقريبا - ضيوفا على القذافي في قمة مثيرة للاهتمام.
في السنوات الاخيرة من الحصار على ليبيا "كفر" القذافي بالنظام العربي الرسمي لعجزه عن مساعدة ليبيا على كسر الحصار الدولي واتجه "الأخ القائد" صوب افريقيا وقرر منذ ذلك الوقت ان يكون "ملكاً" على القبائل الأفريقية. وعلى المستوى الشخصي خلع الرداء العربي وصار يرتدي الثياب الأفريقية المزركشة, ثم تخلى عن برنامجه النووي مقابل الصلح مع امريكا ودفع اموالا طائلة لضحايا طائرة "لوكيربي".
وبعد هذه التطورات عاد به الحنين الى النظام العربي الرسمي والى المناكفات في جلسات افتتاح القمة العربية. ولأن القمة العربية "دوارة" فكان الحق لليبيا باستضافتها هذا العام. لم يكن بوسع القادة العرب ان يرفضوا وهم يتحسبون لمفاجآت القذافي وطقوسه في الاجتماعات ومراسيمه في الضيافة والتنقل. وخشي البعض ان يأخذهم الى خيمة في الصحراء كما اعتاد على فعل ذلك مع ضيوفه.
المفاجآت واردة حتى اللحظة الاخيرة فـ "القائد" الذي اعلن الجهاد على سويسرا لان شرطتها اوقفت نجله "هنيبعل" للتحقيق في قضية اعتداء لن يفوت المناسبة من دون ان يترك بصمته الخاصة عليها.
ولا يعرف ان كانت ليبيا ستطرح على اعمال القمة ازمتها مع سويسرا. فالقضية كانت الشغل الشاغل للقذافي في الآونة الاخيرة, خاصة بعد ان اعلن "الجهاد" على سويسرا, واحتجز مواطنا سويسريا في سجونه اكثر من 600 يوم من دون محاكمة ولم يسمح لذويه او لمنظمات حقوق الانسان بزيارته لغاية الان. فعل كل ذلك انتقاما من سويسرا لانها دولة تلتزم بتطبيق القانون على الجميع من دون تمييز بين مواطن ونجل مسؤول كما الحال في بلاد العرب. وجراء هذه الأزمة وجد 100 مسؤول ليبي اسماءهم على قائمة الممنوعين من التجول في اوروبا بالتأشيرة الموحدة واذا ما استمر النظام الليبي في تأجيج الأزمة ومواصلة احتجاز المواطن السويسري فقد يجد نفسه من جديد في مواجهة العقوبات.
انعقدت القمة العربية من قبل في ظروف حساسة وخطيرة وفي عواصم من العيار العربي الثقيل ومع ذلك لم يتغير شيء في الواقع العربي, لا بل انه اتجه لمزيد من التدهور والتفكك. القمة اليوم في ليبيا فماذا تتوقعون?!.
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم.