يحكى أن ختيارا طاعنا في (الضرس) خرج له المارد من القمقم وقال له:
- شبيك لبيك ... أطلب وتمنى!
الختيار الذي كان يخشى الموت ويتوق لأيام الشباب قال:
-أريد أن يرجع عمري عشر سنوات إلى الوراء!
قال المارد: -شبيك لبيك.
وعاد عمر الرجل عشر سنوات إلى الوراء أحس بها الختيار والدم يتدفق إلى عروقه العجفاء.
ولما أدرك الختيار أن أمنياته تتحقق رغب من الهرب من الموت والشيخوخة أكثر فأكثر فقال للمارد:
-أريد أن يرجع عمري كما عشر سنوات إلى الوراء
-شبيك لبيك ... وتراجع عمره.
-كمان عشر سنوات!
-شبيك لبيك .... وتراجع عمره.
-كمان عشر سنوات!
-شبيك لبيك ... وتراجع عمره.
وهكذا ظل الختيار يتصاغر ويتصاغر في العمر: شيخا. فكهلا... فرجلا.... شابا ... غلاما .... طفلا. حتى وصل عمره إلى خمس سنوات حيث أصيب بالحصبة الألمانية ولما لم تكن والدته موجودة لترعاه ...مات ... مات تماما.
احتار الرواة في أمر هذه الأحدوثة، هل هي صرخة ضد الطمع. أم هي بطاقة تحذير ضد تصغير الأحلام ...؟ مهما تكن فهي تحمل حكمة فلسفية ووجودية وإنسانية وسياسية.
الدول الصغرى التي لا(تحمّر) عينيها في وجه الدول الطامعة فإنها تتفتت على موائد الأمم ثم ترمى للكلاب.
نعود إلى المارد ونكمل القصة على مسؤوليتنا الشخصية:
. فلما نظر المارد إلى الختيار الذي صار طفلا ثم مات ، ظل يقهقه ويقهقه ويقهقه ... حتى مات!
الدستور