رحلات عبر الزمن والشجن هي رحلات الحب التي تعتبر من اصدق رحلات المشاعر الإنسانية، ففي رحلة تداول السنين والذكريات يأخدنا العمر على حين حب مأخذ المتآمر في بعض الأحيان على هذه القصص الكبيرة الصغيرة... فهذه العاطفة النبيلة تترك بصماتها الواضحة دوماً على تقاسيمنا وتضاريس ذكرياتنا... فالحب أو أكسير الحياة والجمال الذي ينير حياة الكثير من المحبين، ما هو إلا رحلة نعبرها كي نكتشف ما بداخلنا من مناجم وكنوز هائلة من القدرات الحسية!.
بوجود الحب في حياتنا تنتعش الاحاسيس... فتحلّق مشاعرنا من خلاله لنصبح كطيور الجنة التي ترفرف في الأفق الفسيح حيث الأمان والدفء... فهذا الكائن الرقيق هو الذي يرسم لنا الطريق المضيئة لنتلمس منه أجمل الأيام والذكريات ونبحر معه عبر رحلة من أجمل الأحلام، فهذه الكلمة الصغيرة تحمل في جوفها الآف المشاعر... يكفي فقط أن يخفق قلبك لتعلم مدى العجز الكامل عن وصف تلك الدقات!!.
الحب بكل بحوره وعلومه ليس مجرد عاطفة فقط بل هو طاقة أثيرية تمنحنا السرور والبهجة، فقد ابدع الحب في إنتاج أجمل روائع الشعر والروايات والمؤلفات... فهذه التجربة الوجودية العميقة هي التي تنتزع الإنسان من وحدته كي تقدم له حرارة الحياة المشتركة الدافئة.
إلا أن هذه المشاعر الرقيقة الدافئة قد تعتريها أحياناً نيران الغيرة الهوجاء التي تحرق كل من يقرب منها... فالغيرة كما فسرها أهل العلم هي عبارة عن «غريزة فطرية داخل كل شخص منا مثلها مثل أي صفة توجد داخلنا»... فهناك من البشر مَن تكون هذه الغريزة لديه معقولة، وهناك من تتعدى عنده حدود المعقول لتصل الى حدود الظن والشك؛ مما يؤدي بالتالي الى إنعدام الثقة بين الأزواج والمحبين التي قد تصل في بعض حالاتها الى الطلاق والانفصال الدائم!!.
أنواع وأشكال مختلفة للغيرة نجدها في كثير من المجتمعات، ومن أكثرها شيوعاً الغيرة المهنية التي تكون بين زملاء المهنة الواحدة، والتي قد تؤدي في حالة اشتعالها الى خلافات ضارية... فينتج عنها الدسائس والمؤمرات بهدف إستحواذ الشخص المصاب بداء الغيرة المرضية على كل المميزات، وفي المقابل هناك نوع آخر من الغيرة المهنية الإيجابية، التي تهدف الى الإرتقاء بمستوى أداء الفرد والنهوض بمصلحة العمل.
الغيرة موجودة بالعموم في كل الثقافات، وأفضل طريقة للتغلب عليها هو فتح قنوات الحوار مع الشريك والزملاء الذي يعتبر أمراً صحياً جداً، لأن إغلاق باب التواصل وعدم التعبير المتزن قد يؤدي الى زيادة الشك والمشاكل بين الأزواج والمحبين والفرقاء.
للمشاعر المتزنة الراقية المتشحة بالسمو كل التقدير بين الناس، والفرص الأكبر في النجاح والإستمرارية... وبها يرتقي الإنسان بنكهة الحياة ليصل من خلالها الى مذاق يشبه طعم الجنة في مخيلتنا... الحب الحقيقي هو أثمن فرصة يهبها لنا القدر ليصبح الإنسان منا أفضل وأجمل وأرقى!!.
Diana-nimri@hotmail.com
الرأي