حكومات المستقبل
المحامي عبد اللطيف العواملة
21-10-2020 12:31 AM
للرئيس الاميريكي ابراهام لنكولن قول حكيم مفاده ان افضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي ان تصنعه. و لا زالت معظم حكومات العالم غير جاهزة للتعامل مع المستقبل، مع ان بعضها قد بدأ.
الاتجاهات العالمية الكبرى شبه واضحة و على رأسها استخدامات اوسع و اعمق للتكنولوجيا، توظيف الطاقة النظيفة و الاعتماد على الاقتصاد الاخضر، تركيز اكبر على المهارات الى جانب الشهادات العلمية. يصاحب ذلك ارتفاع كبير في متوسط العمر و ما يشكله من انعكاسات هائلة على اساسيات انظمة التقاعد و الرعاية الصحية. و كذلك سيكون هناك اختلاف كبير في انماط حياة اجيال ما بعد الالفية عن ما قبلها.
كل ما سبق و غيرها من التوجهات المتوقع حدوثها خلال العقود القادمة ستشكل قفزات هائلة في قطاعات الحياة الرئيسية كالتعليم و الصحة و النقل و العمل و الاسكان. اضافة الى ذلك، سنشهد تغييرات جوهرية في انماط الحياة و القيم المجتمعية الرئيسية.
و هنا تكمن اهمية استشراف المستقبل و الذي يختلف عن التنبؤ بالمستقبل. فبينما يكون التنبؤ محاولة معرفة ما ستؤول اليه الامور في مجالات معينة، فان استشراف المستقبل هو التأثير في هذا المستقبل عن طريق دعم توجهات معينة تؤدي لاحقا الى نتائج مرغوبة. فاذا كان التوجه العالمي نحو استخدام السيارات ذاتية القيادة، فان علينا من الان الاستعداد لهذا التغيير عن طريق تهيئة البنية التحتية في الطرق الجديدة و القائمة، و ايضا التفكير في القوانين و السياسات الواجب تعديلها للموائمة مع الوضع المستقبلي.
احدى نقاط البداية للتعامل مع هذه الفرص و التحديات هي تشكيل مجالس للمستقبل في القطاعات الحيوية من صناع قرار و باحثي سياسات بمشاركة واسعة من جميع المعنيين لتشكيل صورة مستقبلية عامة تقرب المفاهيم. التغييرات القادمة كبيرة و لا بد من الاستعداد لها. المجتمعات تتغير بسرعة و على الحكومات التأقلم مع ذلك و بذات الوتيرة ان لم يكن اسرع. المستقبل قادم بعصف و من دون مقدمات او شروحات.
الدستور