(1)
الإعلام
في الإعلام، قال مسؤول مادحاً مذيعة، إنها جيدة، ويرجوها كثير من المسؤولين أن يظهروا في برنامجها!! وسمعت أول أمس مسؤولاً مهماً يتحدث في إذاعة محلية مخاطباً المذيع بسعادة البيك. وكرر كلمة البيك في كل جملة قالها، متنقلاً بين كلمة بيك وكلمة سيدي!! ولا أدري إن كان استخدام هذا اللقب مازال موجوداً بصفة رسمية، لكن ما ندريه جميعاً أن المذيع ليس "بيكاً" وليس سيد المسؤول!! حتى لو كان الإعلام سلطة قاهرة، وهو ليس كذلك عندنا. ويرتبط بهذا ما قلته سابقاً من أن الخبير الحقيقي مطلوب لعلمه وخبرته، وأن من حقه أن يتلقى الشكر بل ومكافأة مالية لما يقدّمه بدلاً من أن يقوم بشكر المذيع أو القناة التلفزيونية التي اختارته، طبعاً من المعروف أن الأقنية العربية والعالمية تدفع لكل خبير استضافته. فما يقدمه الخبير خبرة مدفوعة الثمن وليست مجانية. فالخبير الحقيقي لا يستجدى ظهوراً على وسائل الإعلام.
(2)
الشتائم
يتعرض مسؤولون لنقد. وهذا حق للمواطن وحق للمسؤول. لكن أن يتعرض مسؤول لشتائم ودعاءات وأدعية وتمنيات بالموت له ولأطفاله بسبب اجتهادات وقرارات اتخذها، ولم تلق ترحيباً من الأمهات، فهذا أمر مرفوض.
اجتهد المسؤول وقدم جهداً ليس لنا جميعاً به أي خبرة، قدم تعليماً عن بعد لم يكن مميزاً، بل وقيل عنه لم يكن ناجحاً.
فالتعليم عن قرب مهارة لم يتقنها المعلمون، بالرغم أن عمرها ألفا سنة فكيف بهم يتقنون تعليماً حديثاً بأدوات تقنية حديثة وبثقافة غير حديثة هذا كله مفهوم، لكن ما يجب وقف الجدل حوله هو: التعليم عن بعد ليس خياراً بل ضرورة. وعلينا العمل لتقليل خسائره وتحسين جودته.
(3)
التعليم والتقويم والإعلام
أصرت وزارة التربية على امتحان الطلبة عن بعد، وأعتقد أنها كانت تعلم المشكلات التي رافقت التعليم عن بعد وأضعفت التعلّم عن بعد، فالتعليم عن بعد كان غير متقن، والتعلّم عن بعد لم يحدث بالدرجة المناسبة. إذن! لماذا أقيم ما لم يتم؟
لقد صار التقويم عن بعد موضع تندّر، وصار مسؤولون مضطرين لشرح غير مقنع لمفاهيم الاختبار والامتحان والقياس والتقويم والتقييم، وتسجيل العلامات.
التقويم والامتحانات في الأصل هي جزء من التعلم، ومع ذلك صارت هدفاً بذاتها، بل صارت معيقة لأي تطوير تربوي، ومازال بالإمكان الحديث عن تعليم وأن نبعد التقويم _ ولو مؤقتاً _ عن مشاكلنا. ومازال قلبي مع وزارة التربية، وعلينا أن نسعى لتطوير التعليم.
(4)
كورونا والتعليم
لقد ركزت وزارة الصحة على كورونا دون أن تهتم بسائر الأمراض الأخرى، بل وأجّل المرضى كل أمراضهم، فالنجاة هي النجاة من كورونا، وبذلك ضاعت الصحة وهي الأساس. وفي التعليم ركزت وزارة التربية على التعليم عن بعد وأدواته، وأجلت أي جهود لتطوير التعليم ولذلك بعد انقضاء الأزمة سنشعر أننا لم نتقدم تربوياً، ولا أدري ما الذي يمنع الوزارتين من نظرة شاملة إلى الصحة والتعليم؟