في حقبة التحول الرقمي التي تشهده المملكة جراء جائحة كورونا وتغير الممارسات الوظيفية والخدمات العامة المقدمة في المؤسسات الحكومية والخاصة من حيث تطبيق العمل عن بعد والتحول إلى النتائج بدلاً من التقيد بساعات عمل محددة، فإن ذلك يتطلب تعزيز الرشاقة المؤسسية وتطوير التنظيم المؤسسي التقليدي للمؤسسات ليصبح مرنا يتكيف مع المتغيرات والأزمات التي تواجه الدولة والمجتمع.

التحول الرقمي اليوم يتطلب من المؤسسات إعادة التفكير في مقاربتها تجاه البنية التحتية للمعلومات و الاتصالات من حيث إيجاد الاستراتيجيات الجديدة وتصميم الخطط المستقبلية على مراحل و تطوير الإجراءات التنظيمية فيها، سيما وان التحول الرقمي في جوهره عملية تخطيط تؤدي إلى بناء شبكة متطورة ومستقبلية لتقنية المعلومات، تسمح بمزيد من الاتصال والإنتاجية والأمن الفكري والإلكتروني بما يحقق تأثيرات إيجابية.

كما أن التحول الرقمي يحتاج إلى تطبيق أسس الحوكمة الصحيحة والتشجيع على الابتكار و تكثيف آليات زيادة فاعلية وكفاءة الهيكل التنظيمي في المؤسسات الحكومية بالاستغلال الأمثل للموارد البشرية والوحدات التنظيمية، ولقد لوحظ أن الاستعمال المكثف للشبكة العنكبوتية خلال الجائحة جاء كبيراً في البحث عن المعلومات و ازدياد الطلب على الفيديو وخدمات الترفيه الأخرى وكذلك الطلب على الخدمات الصوتية وتطبيقات المؤتمرات المرئية والخدمات السحابية والتعلم عن بُعد من قبل الطلاب من جميع الفئات العمرية.

أخيراً إن نجاح أي تنظيم إداري في الوقت الراهن يرتبط ارتباطا مباشر بإدارتها ورؤيتها وثقافتها المؤسسية الأمر الذي ينعكس على نجاح أو فشل التجربة الرقمية فيها.