بالتأكيد , ليس عبثا أن يقرن "الحق" تبارك وتعالى بين الكفر والنفاق في قوله عز من قائل "ولا تطع الكافرين, والمنافقين, ودع أذاهم, وتوكل على الله, إن الله يحب المتوكلين".
من خصال المنافق التي لا تخفى إلا على من يريد إخفاءها, أنه يأكل مع الذيب "الذئب" من فريسته حتى يشبع, ثم ينقلب من فوره ليبكي مع الراعي, مواسيا إياه بفقد شاته, ولا يضيره أن يشارك الراعي الباكي أحزانه بذرف الدموع معه, حزنا على شاته التي أفترست!.
قاتل "الله" النفاق والمنافقين الذين أسهموا وفي سائر المجتمعات بضياع الحق وتأصيل الباطل, غير هيابين أبدا, ما دام ذلك يمنحهم الفرص رحبة لإدامة تمتعهم الزائل في بحر الخيرات والمغانم ونعيم الدنيا الزائف, على حساب عذابات المعذبين في الأرض من خلق الله, شركائهم في الأوطان.
المنافقون, لا يعرفون "الله" جلت قدرته, وهم قطعا من فئة قال "الله" الحق فيهم, "وما قدروا الله حق قدره". فهم يميزون الحق من الباطل, والصح من الخطأ, ومع ذلك يحجمون وبلؤم, عن إسداء النصيحة الحق والإستشارة الحق, ولا شأن لهم بأوطانهم ومجتمعاتهم, إلا بقدر ما يخدم مصالحهم الخاصة وحدهم, دون سواهم.
المنافقون, غشاشون, يخدعون من إستأمنهم, وهم حريصون جدا على أن تبقى الساحات خلوا من سواهم وحدهم. وهم سعداء يزينون الدنيا ما داموا على صهوة جياد المغانم, وما أن يترجلون عنها, حتى تغدو الدنيا خرابا بعدهم!. عندها يشرعون بالتباكي على أحوال البلاد والعباد, فالدنيا لا تصلح ولا تستقيم أحوالها إلا بهم هم وحدهم, ولا أحد غيرهم!.
بلدنا ليس إستثناء عن سواه من أقطار الكوكب, وبالذات أقطار العالم "الثالث", فأنت تنحني إحتراما أمام رجال دولة لا يتغيرون ولا يتبدلون سواء أكانوا على صهوة المنصب, أم ترجلوا عنها, وتحترم فيهم ثباتهم على المبدأ, وأنا أعرف بعضهم.
لكنك تحار حقا بصنف ثان لا يتردد أبدا في لعن الظلام والتباكي على أحوال العباد, بمجرد أن يصدر القرار بتنحيتهم, وتحار أكثر, إذ تجد أحدهم وقد إنتقل وبلمح البصر, من مربع الحامدين الشاكرين السعداء, إلى مربع الشاكين المتذمرين التعساء, المرتجفين خوفا زائفا على الحاضر والمستقبل, وأنا أيضا أعرف بعضهم, وهؤلاء هم من قال "الله" فيهم "إن أعطوا منها رضوا, وإن لم يعطوا سخطوا".
هؤلاء هم حقا, من "يأكلون مع الذئاب, ويبكون مع الراعي", وفي اللحظة ذاتها.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , هو سبحانه من وراء قصدي.