يختار رئيس الوزراء الجديد دولة الدكتور بشر الخصاونة أولويات اهتماماته بذكاء سياسي مرتفع فزياراته الميدانية للهيئة المستقلة للانتخابات، ومركز مكافحة الاوبئة، وهيئة النزاهة ومكافحة الفساد، ومديرية الامن العام. وإعلان الحرب على الزعران والبلطجية ومن يساندهم أثبتت أن الرجل يعرف الالويات. واعجبني ايضا اسلوبه الاعلامي في مخاطبة الناس بلغة سلسة وخالية من الأخطاء، وحسن اختيار الألفاظ، والنبرة الطبيعية الخالية من الخطابة.
وهكذا يكون دولته قد اتخذ الخطوات الاولى الصحيحة في بداية حكومته نحو الالتفات للاساسيات الملحة التي لا تحتمل التأجيل مما أكد جديته في التصدي للمشكلات بشجاعة، وسوف يعزز ثقة الناس في ادارته وحكومته واختياراته.
ولكن التحدي الاساسي الذي سيواجهه هو التوفيق بين الارتفاع في عدد حالات الاصابة بالكوفيد 19 وزيادة اعداد الوفيات الناتجة عنها من ناحية، والحفاظ على الدورة الاقتصادية ونشاط السوق. ولن يكون القرار سهلا أمامه وحكومته، بل ستتفاوت الاجتهادات والقرارات.
وأي قرار يتخذ لن يكون بحكم قسوة الاختيار سهلا، أو مبرءاً من كل ابناء الشعب الأردني. وهنا تنتقل الحكومة الى تحد جديد. لا تستطيع الحكومة أن تمضي في القول إننا بصدد اتخاذ اجراءات جريئة او مؤلمة، ولا تستطيع أن تغض الطرف عن التصريحات المتناقضة حيال موضوع الاغلاقات ومددها وأوقاتها، والاستمرار في بث الرسائل المتناقضة هو مقلقٌ جدا للغالبية العظمة من المواطنين. واعتقد أن غالبية الشعب ستكون رافضة لاي زيادة في الاغلاقات.
والنقطة الثانية المهمة هو أن اغلاق يومي الجمعة والسبت لم يثبت أي نجاح في الحد من الاصابات، فالاغلاق الذي جرى يومي الجمعة والسبت (2و3-10) من قبل الحكومة السابقه قد اثبت بطلان نفعه في اعداد الاصابة بعد خمسة ايام من الاغلاق. ولقد سجل الاردن يومي الثلاثاء والاربعاء الموافقين (6و7-10) اكثر من الفي اصابة في كل منهما. وللعلم فإن احد المسؤولين من أصحاب العلاقة قد صرح أن نتيجة الاغلاق ستظهر بعد خمسة أيام. وبعد خمسة أيام رأينا ان ما حصل كان النقيض الكامل مما وعد به.
الحل صار واضحاً. فامام الحمية الوطنية لمحاربة المتنمرين على الناس وارزاقهم، وعلى المستغلين لظرف الوباء لرفع الاسعار، فإن الحكومة مطالبة أن تلاحق بشدة من لا يراعون القرارات الصحية المطالب بها بموجب احكام قانون الدفاع.
الناس يشكون من ضيق العيش، والحكومة تشكو من زيادة العجز، والأفضل ان تبقى الأسواق مفتوحة ما أمكن، وأن نلغي الاغلاق التام يومي الجمعة والسبت، ولكن نسمح بالانفتاح في البداية لمدة ثماني ساعات فقط من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى الساعة الحادية عشرة مساء.
اما الاغلاقات طويلة الاجل، فهذه ستكون كارثة اقتصادية. واذا استمر المناخ على ما هو عليه من دفء، فإن كل اعذار الاغلاق لن تكون مقنعة لأحد.
أحسنت الحكومة في تصرفها حتى الآن، ونريدها أن تستمر بنفس الزخم.