البنك العربي لماذا يقترض؟
د. فهد الفانك
10-06-2007 03:00 AM
أعلن البنك العربي (باعتزاز) أن ثلاثة بنوك عالمية مهمة ستقدم له قرضاً بمبلغ 500 مليون دولار بسعر فائدة يعادل السعر المتداول بين البنوك في لندن مضافاً إليه ربع نقطة مئوية. ولكن لماذا يلعب البنك العربي دور المقترض مع أنه يقدم القروض الكبيرة والصغيرة في الأردن وحول العالم.في العام الماضي رفع البنك العربي رأسماله وأصدر أسهماً جديدة بسعر ستة دنانير وتلقى مئات الملايين من الدولارات من مساهميه ، ولم يمر وقت كاف لتوظيف هذه السيولة الكبيرة فلماذا يحتاج للمزيد من السيولة؟.
حتى قبل رفع رأس المال ، كان البنك العربي يتمتع بسيولة عالية تتراوح حول 70 بالمائة من موجوداته ، فما مصلحته بإضافة 500 مليون دولار أخرى يقترضها من البنوك ، علماً بأن للبنك العربي خطوط ائتمان كبيرة تمكنه من سحب أي مبلغ من البنوك العالمية عند الطلب فيما إذا احتاج إليها ، فلماذا يلجأ للاقتراض؟.
يبدو واضحاً أن البنك العربي لم يعقد هذا القرض لأنه بحاجة للسيولة ، ولكن لسببين آخرين مهمين جداً: السبب الأول هو رغبة البنك في دخول السوق ليثبت مجدداً قوة مركزه المالي بدلالة أن البنوك العالمية جاهزة لإقراضه بسعر متميز وهو ربع نقطة مئوية فوق السعر المتداول بين البنوك في لندن ، ومثل هذا السعر لا يصل إليه سوى أقوى المؤسسات. هذا الاختبار لإثبات القوة كان مطلوباً بالنظر لقضايا نيويورك ، التي كان يخشى أن تؤثر سلباً على صورة البنك ، فجاءت هذه الخطوة كشهادة قوية من بنوك عالمية أن الثقة بالبنك العربي عالية جداً جداً.
السبب الثاني أن البنك العربي يريد الحفاظ على تناسب ميزانيته في جانب المطلوبات ، فهو على وشك التوسع باستثمارات متوسطة وطويلة الأجل ، بما في ذلك احتمال الدخول في مساهمات كبيرة أو شراء بنوك ومؤسسات مالية ، وليس من الحكمة أن يستعمل البنك سيولة الودائع القصيرة الأجل لتمويل هذه الاستثمارات الطويلة الأجل.
بطبيعة الحال يستطيع البنك العربي إعادة إيداع المبلغ لدى البنوك بسعر الفائدة الدارج ، فتقتصر كلفته على ربع بالمائة أي 25ر1 مليون دولار سنوياً وهو مبلغ زهيد بالمقارنة مع الأهداف التي حققها ، وأشرنا إلى اثنين منها أعلاه.
ffanek@anadoo.jo