نظرية التعليم عن بعد وجدارتها العلمية
عبداللطيف الرشدان
19-10-2020 01:05 PM
نظرية واقعية قابلة للتطبيق والتطوير فرضتها ظروف موضوعية وتقنية بحته وأصبحت احد مسارات الإنجاز التعليمي باطار حضاري تربوي من طراز اخر.
التطور التكنولوجي والانتشار الواسع لشبكة الاتصالات العنكبوتية (الانترنت) وما رافقه من تطور في جميع وسائل الاتصالات على حد سواء املى واقعا جديدا بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة وفيرة في سرعة تداول المعلومات والأخبار والصور الحيه والأحداث الدائرة في العالم الذي يضج بكثرة المتغيرات والأهداف.
لا يختلف اثنان على أن التعليم الوجاهي بأساليبه وتفاعلاته الحاضرة الشاهدة أنفع واجدى في تلقي المعلومات وهضمها وفهمها والبناء عليها من خلال تفاعل المعلم والمتعلم والكتاب والمنهاج الدراسي في حلقة دواره تضمن تبادل الأفكار وتصحيحها ممزوجة بلغة الجسد ووجدان الأطراف المشاركة.
ولكن التعليم عن بعد له مزاياه ومنافعه في ظروف استثنائية كمقتضيات توفير الوقت والجهد في السفر واختزال تكاليف العملية التعليمية ودرء الأخطار في حالات انتشار الأوبئة والأمراض. كما أن التعليم عن بعد يؤطر لأساسيات التفكير المستقل واعمال العقل والاعتماد على الذات وزيادة البحث والنقيب في مصادر المعلومات المتاحة.
التعليم عن بعد ينجح نجاحا كبيرا في معظم الاختصاصات الأدبية والعلمية باستثناء بعض الاختصاصات التي تحتاج إلى تدريب عملي وبحث مخبري مثل بعض مساقات الطب والهندسة والكيمياء والعلوم البيولوجية... الخ.
في الأردن التعليم عن بعد في المدارس والجامعات فرضته ظروف موضوعية خارجة عن إرادة متخذي القرار بسبب انتشار وباء كورونا وهي خطوة جريئة وتحاكي الواقع الصعب الذي نعيشه وهي تجربة رائدة ربما يتسنى تطبيقها بشكل جزئي مستقبلا بعد زوال هذا الوباء للتخفيف من الكلف والجهد واستخدام وسائل المواصلات ودعم بناء الشخصية والاعتماد على الذات.