النداء العربي .. خيمة في هذا الخواء
سمير الحباشنة
19-10-2020 12:10 AM
كانت الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة و جمعية الشؤون الدولية وعشرات من الشخصيات الوطنية والقومية، قد أطلقت منذ نحو ما يزيد على أربعة أعوام، نداء موجهاً الى العرب في كل أقطارهم، يحمل دعوة الى أنهاء خلافاتهم داخل البلد الواحد أو البينية بين بلدين أو أكثر.. وأسكات قعقعة السلاح وتغليب الحوار.. الحكمة في ذلك من أجل خدمة مصالحهم الواحدة ومصيرهم الواحد، الذي تهدده قوى أقليمية ودولية لا حصر لها، طامعة بالعرب للأطباق على سيادتهم، وقضم أرضهم، والأستيلاء على ثروتهم ومياههم، وصولاً الى المزيد من تقسيم أقطارنا.. لنعود الى عهد المشيخات بكل ما يعني ذلك من تبعيات وأستخذاء وخنوع للآخر..
وتبنى النداء ضرورة توحيد الخطاب الفكري الثقافي العربي، ذلك أن التجزئة وأن أستمرت على نحو ما نحن عليه من تناحر، فأن التجزئة سوف تطال الثقافة الواحدة والتاريخ الواحد وحتى اللغة العربية ربما لاتنجو، فيتم تطوير اللهجات.. لتصبح لغات، وأول إشارات على هذا الأنكفاء والتقليل من مكانة اللغة العربية، «المادة اللاصقة للجسم العربي»، بعد أن أصبحت الكثير من الأقطار في نوافذها الأعلامية وآليات الترويج والتسويق، تلجأ للغة المحكية كبديل عن لغة الضاد/ لغة القرآن..!
وأشار النداء الى أهمية تفعيل الأتفاقات العربية الأقتصادية والأجتماعية، وهي اتفاقات تناولت كل مناحي حياتنا العربية وسعت الى إدماج القطاعات الأنتاجية والخدمية العربية أو تكاملها أو التنسيق فيما بينها، ألا أنها مع الأسف إتفاقات مركونة على رفوف الجامعة العربية، وأعتلى اللون الأصفر أوراقها.. دلالة التقادم وعدم الأهتمام..
هذا النداء وبرغم موجة القبول الواسعة التي قوبل بها، حتى عندما أعلنته في ندوة في القاهرة شهدت حضورا عربيا فكريا وسياسيا وثقافيا كبيرا، زاد على الـ 500 مشارك وكانت عقدتها الجامعة العربية على هامش أجتماعات مؤسسة ياسر عرفات في الجامعة العربية.. إلا أن هذا النداء لم يعط أكله المأمول، فأجواء التشجيع على المبادرة وحرية التفكير، غير متاحة على الأغلب للنخب العربية..
إلا أننا وجدنا آليات السعي الى تحقيق بعض مما دعى له النداء، عبر مجموعة السلام العربي والتي تشكلت منذ عامين، والتي ستكون محور مقالات ثلاثة أو أربعة قادمة، تتناول بها مقاصدها وأهم نشاطاتها العربية.
والله والوطن من وراء القصد
الرأي