لماذا ازدادت وفيات كورونا في الأردن؟
فايز الفايز
19-10-2020 12:09 AM
رغم اللغط الذي رافق إجراءات وتدابير احتواء هجمة فيروس كورونا المستجد في الأردن خلال الفترة الأخيرة، فإن أعداد الإصابات تزداد بشكل مضطرد، وإن كانت الإصابات لا تعني تجاوزنا الخط الأحمر فإن ارتفاع أعداد الوفيات المعلن عنها رسمياً هو القضية الرئيسية، وهو مكمن الخطر الذي يدعونا للتساؤل عن أسباب ارتفاع حالات الوفاة التي لا نملك أي تفاصيل عن التاريخ المرضيّ للمتوفين وأعمارهم وأماكن سكناهم، أو أي معلومات تفيد بربط اعتلال صحتهم أصلا ما فاقم المشكلة، أم أنهم كانوا لا يعانون من أي مشاكل صحية.
هناك من يتقول ان الفحوصات المخبرية متباينة ما بين اجراءات طواقم التقصي الوبائي وفحوصات الفيروس الإيجابية والفحوصات التي تجرى في المختبرات الخاصة والقصة ليست جديدة، ولكنها تثير الشك في تباين النتائج ما بين سلبية هنا وايجابية هناك، ورغم كل ذلك فإن الكثير من الناس لا ينظرون الى المسألة بجدية، بل كما هي طبيعة البشر يقدمون الإنكار على التصديق فيما يتعلق بالخطاب الرسمي، وهذا أحد أهم أسباب انتشار الفيروس لعدم التزام الجميع بإجراءات السلامة العامة وارتداء الأقنعة على الأقل.
وبالعودة الى الوفيات فإن الأصل أن يتم تحديد المناطق التي فقدنا فيها تلك الحالات، ودراسة سريعة للأسباب والظروف البيئية التي كانوا يعيشونها، وهذا ليس من باب الحشرية بل لفهم كيفية التعاطي الوقائي مع الفيروس، وهل يمتلك قدرة التحول من طبيعي الى قاتل بناء على قدرات جسم الإنسان، وهل كان المصابون الذين توفاهم الله جميعا على أجهزة التنفس الاصطناعي أم بعضهم، ما يدعو الى توفير المزيد من الأجهزة والأسرّة، وبناء مستشفيات ميدانية خارج بؤر الفيروس الذي يظهر أنه يعيش ضمن التجمعات الكبيرة والتي لا تلقي بالا لأي حظر أو إجراءات تباعد، خصوصا الأحياء الشعبية.
لقد كان لنا مثال قريب من الأراضي الفلسطينية بداية ظهور الوباء، حيث استمرت الحياة بشكل عادي هناك، ولم تتجاوز حالات الوفاة لأشهر أكثر من ثلاث وفيات وعدد أصابات متواضعة لم تتجاوز الألف، بينما وراء جدار الفصل العنصري كان الكيان الإسرائيلي يعج بالإصابات المرتفعة والوفيات المتسارعة، ثم انقلب الوضع في المناطق الفلسطينية فجأة منتصف الصيف، وارتفعت الوفيات الى حدود خطرة لأكثر من 400 حالة حتى أمس الأحد وأكثر من 46 الف حالة إصابة.
اليوم بات علينا ان نستعد كأفراد ومجتمع بعيدا عن الإجراءات الرسمية لاتخاذ التدابير الوقائية الفردية والعائلية والالتزام الحقيقي بالتباعد والنظافة والحد من التجول والتجمعات التي ينابز بها البعض، لحماية عائلاتنا ومجتمعنا في ظل هجوم الموجة الثانية التي أغلقت مجددا الدول الأوروبية التي انكشفت حقيقتها أنها أضعف مما كنا نعتقد طبيا، وهذه مسؤولية كل فرد فينا للحفاظ ما استطاع على حياة أسرته، وإلا فلا ننتظر أي انفراج قريب، فأسهل ما يكون هو الحظر الشامل وعودتنا الى نقطة الصفر، وازدياد الفقر والبطالة وتعطيل سبل العيش، فيما الفيروس يتنقل بيننا.
Royal430@hotmail.com
الرأي