لماذا يحب الأطفال التنصت على أفراد الأسرة؟
18-10-2020 11:59 PM
عمون - كثيرون هم الأطفال الذين يحبون عادة التنصت والاستماع لما يقوله الآخرون، خاصة بين أفراد الأسرة، فنجد أن بعض الأطفال والمراهقين يحبون التنصت والاستماع لحديث ما يدور بين الأب أو الأم، كما يلجأ بعض المراهقين إلى التنصت على أشقائهم للتعرف على أسرارهم، ويجدون في ذلك نوعا من المغامرة والتسلية.
ينبغي على الأبوين أن يدركا أن هذه العادة ليست مزحة ولا مرحا يمكن تجاهله، فالتنصت عادة سيئة يكتسبها الصغار، وقد تنتج عنها عادات أسوأ كالتهديد وابتزاز الآخرين ونقل الأخبار والمعلومات، ولا سيما حين يشعر الطفل أن مصدر قوته ينتج عن حجم المعلومات التي يحصل عليها من خلال التنصت، ومن ضمن النتائج السيئة لهذه العادة تكرار بعض الكلمات على لسان الأطفال دون إدراك معناها.
تقول سامنتا رودمان -الحاصلة على درجة الدكتوراه في تحليل سلوكيات الأطفال من جامعة ميريلاند بالولايات المتحدة- في مقال لموقع "بيرنتس" (Parents) إن "الأطفال يفتنون بما يقوم به البالغون حولهم، وتحديدا في سن ما قبل المراهقة".
وتابعت "لذلك فإن تقليد الكبار أو التنصت عليهم يعد من أهم الدوافع النفسية التي تغري الأطفال ليشعروا بأنهم أصبحوا على قدم المساواة مع من حولهم".
تجنب عادة التنصت
لكن، كيف يمكن تجنب هذه العادة لدى الأطفال؟
تجيب سامنتا رودمان بأنه لا بد من إجراء حوار بسيط مع الأطفال، ولا بد أن يتحدث أولياء الأمور مع أبنائهم ويشرحوا لهم أن الكبار بحاجة إلى الخصوصية.
وعلى سبيل المثال، إذا وجد الطفل باب الغرفة مغلقا فيجب ألا يقف وراءه ليستمع للحوار الدائر بين أطراف أخرى، سواء كانوا الأبوين أو حتى الأشقاء الصغار.
وعلى الآباء أن يدركوا أن الحوار المطلوب في هذه الحالة يجب أن يكون الهدف منه هو إزالة الكثير من سوء الفهم واللبس لدى الأطفال، ولذلك يجب أن يكون الحوار على قدر كبير من الوضوح والمعلومات الوافية والسهلة لكي يكتسبها بسلاسة.
ويقول الدكتور ليندساي وايزنر اختصاصي علم النفس الإكلينيكي بجامعة نيويورك ومؤلف كتاب "10 خطوات للحصول على السعادة" إن "من أذكى الخطوات التي يقوم بها الطفل في سن ما دون العاشرة هي آلية البحث عن معلومات، لذلك يجب أن يعدل أولياء الأمور هذه العادة السيئة بانفتاح وحكمة، وليس بالعقاب والصراخ".
فضول أم قلق؟
يوضح ليندساي أن هناك فرقا كبيرا بين أن يبحث الطفل عن معلومة أو يقوم بالتنصت لمعرفة أسرار الكبار، وأن يقوم بذلك من أجل قلق بالغ يشعر به ويريد أن يعرف إلى ماذا ستؤول الأمور في موضوع ما.
وفي هذه الحالة يجب أن ينتبه أولياء الأمور إلى أن أطفالهم بحاجة إلى درجة عالية من الاستقرار النفسي والطمأنينة.
ويضيف الدكتور ليندساي أنه لا يجب على الإطلاق أن توجه الأم أطفالها لاستغلال هذه العادة للحصول على معلومة تخص أي فرد آخر من أفراد العائلة أو نقل أخبار الأشقاء، فهي بهذا الأسلوب تربي أبناءها على الخيانة دون أن تدري.
كما ينبغي على الأبوين أن يرفضا الاستمرار في حديث مع الطفل يحصل من خلاله على أي معلومة جاءت عن طريق التنصت، وفي تلك الحالة لن يشعر الطفل بأنه يقوم بشيء يستحق الفخر، وهنا يأتي دور التوجيه السليم كأن تخبر الأم ابنها أن هذا السلوك مرفوض ولن يجعلك محبوبا لدى الآخرين، وتؤكد من جهة أخرى عدم رغبتها في الحصول على معلومة سمعها الطفل من أطراف أخرى.