(١)
أمامَكِ..
كان طريقُ النّجاةْ
وظَلَّ يُناديكِ صوتٌ
من الطُّهْرِ : هيّا
يُضيءُ الجبالَ صَداهْ
ولكنْ
تلكّأتِ..
تَلْتَفتينَ وراءكِ
غيرَ مُصَدّقةٍ..
ما يقولُ الإلهْ
(2)
إلى أين ترتدُّ
منكِ الرّؤى
ذاك شرّ اتجاهْ
سَرَحْتِ طويلاً
بعينَيْكِ..
أسكركِ الليلُ
حتّى دهاكِ من الصُّبْحِ
زَخُّ سَناهْ
(3)
نجا الرّكْبُ دونَكِ
أسْرَوْا سِراعاً
وكنتِ تسيرينَ
كالسّلحفاةْ
هو الليلُ
في الحَشْرجاتِ الأخيرةِ،
لو تُسْرعينَ..
أفيقي..
أفيقي
سمعتِ النّداءْ
ولكنّ قلبَكِ ضلّتْ خُطاهْ
(4)
أبَيْتِ المُضِيَّ بدَرْبِ الحياةْ
تريدينَ
أنْ ترجعي الآنَ؟!
حمقاءُ أنتِ
وأين الزّمانُ
وأين المكانُ
أما تُبصرينَ..
عمودَ الضّياءْ
أما تسمعينَ
المجانيقَ دوّتْ..
بعُرْضَ السّماءْ
لماذا العَناءْ
قِفي هاهُنا..
جَسَداً كالحاً
مِنْ عَماء
هُنا..
في مهبّ التّرابِ
ولفْحِ السَّمومْ
يصيحُ من العطشِ المُرّ ،
ليس سوى المِلْحِ والجَمْرِ
يملأ فاهْ
يزيدُ خريرُ السّرابِ
ظَماهْ
(5)
قِفي هاهُنا..
حَجَراً..
رَمْزَ شُومْ
وأيقونةً للشّقاءْ
ظَلَلْتِ،
إذا ما انتدى القومُ،
تهذينَ،
هذي جِنانُ النّعيمْ
أجَلْ.. ستدومْ
أجَلْ..
ستدومْ
فيعلو المُكاءْ
مُكاءُ السّكارى
.. تظنّينَ (مِيكالَ)
عند المسا،
جاءَ يبحثُ عنْ
سَهْرةٍ
في مَقاهي (عَمُورَةَ)،
أو سَكْرةٍ
في مَلاهي (سَدومْ)!