لقد كان حريا بالحكومات الاردنية ان تقف على مسافة واحدة امام جميع المواطنين في هذا البلد العزيز, كما يفعل جلالة الملك عبدالله و ال هاشم اجمعين فانهم يحيون اصحاب المال و الجاه و بنفس القدر المواطن العادي و الفقير بل كل الحنان و الرافة و النصرة للمساكين و الغلابا فقبل عدة ايام استضاف صاحب الجلالة ذوي شهداء الوطن و قال لهم لن تخرجوا من هنا الا و جميع احتياجتكم و مطالبكم ملباه و مجابة .
اما حكومتنا الامينه على حياتنا و راحتنا و حقوقنا بعيدة عن ذلك كل البعد و نتيجة لذلك التمايز و غض النظر عن بعض المواطنين دون البعض الاخر جعلهم يتجاوزون حدود المواطنة الصالحة و حولهم الى مجموعات فوق القانون و الى متمردين تتطاول على املاك الوطن و تغتصب حقوق العامة في الوظائف العليا و الدنيا و تعتدي على املاك الدولة و لا تحترم مؤسساته و اجهزته الامنية وغير الامنية معتبرين ذلك جزء من الرجولة و الشجاعة و انهم جماعة واصلين ما بتقدر الدولة تحكي معهم و من بعض سخف الكلام الذي يصدر من بعض مراهقيهم ( انه والله مابسترجي كل رجال الامن العام بمنطقتنا يبلغوا واحد انه مطلوب للعدالة بينما ببعض مناطق من المملكة يستطيع شرطي واحد ان يجلب عشيرة او قرية باكملها الى المركز الامني ) .
هذا الكلام المرافق للافعال خلق حالة من الاشمئزاز من اداء الحكومات و النظر الى النفس بالدونية لان البعض لايستطيع حتى رفع الظلم الذي يقع عليه من الحكومة او من المتنفذين الذين تدعمهم الحكومة بالمقابل الظالم يفرش له البساط الاحمر و يستقبل على عتبات الابواب و توجه له الدعوات لحضور المناسبات و الجلوس في الصفوف الاولى و منحه الاعفاءات و الامتيازات و يوزر هو و ابناءه و محاسيبهم و يمنحون العقود بالاف الدنانير و حتى اعفائهم من المخالفات المروري التي ترصدها الكاميرات التي و ضعت من اجل سلامة المواطن على حساب ابناء الوطن المخلصين الذين يعيشون هم و ابناؤهم في بؤس وفقر فالاب الذي ينظر الى ابنه بعين الالم و الزمن يسرقه من بين ايديه و الذي انفق عليه قوت يومه او باع ارضه او رهن راتبه الذي لايغني و لايسمن من جوع في ظل الارتفاع الجنوني للاسعار من اجل ان يعلمه حتى يعينه على مشاق الحياة بانتظار الفرج بيتعينه اسوة بزملائه الذين تخرجوا معه بنفس اليوم و الذين اصبحوا يشغلون الوظائف الكبيرة , و لكن كيف تعينوا ياصحاب الدولة و المعالي و اليوم تاتون و تقولون لهم كفوا ايديكم بعد ما عودتموهم على التجاوزات و الاستثناءات على الدولة و المواطن , اشك بخطوة الحكومة من اجل فرض هيبة الدولة و القانون و ان هناك امر لا يعلمه احد سوى القائمين على الامر لا سيما ان وزير الداخلية ليست اول مرة يتسلم بها مهام الداخلية و الاعتداءات على الدولة و املاكها منذ عشرات السنين .
ايها الموطن الضعيف لابواكي لك انت و الوطن فلن تسال عنك الحكومة هل اخذت حقك في وطنك و لكن تسال عنك عندما تلزمك بدفع الضرائب و الرسوم و تسال عنك عندما تريد ان تجيشك لشيء ما و تسال عنك لتحاسبك ان اقتربت من اسوارها لتطالب بحقك الذي كفله لك الدستور و القانون , و لكن ايها المواطن اعلم ان نامت او تغفلت عنك عين الحكومة فان عين الله في السموات و عين عبدالله على ثرى تراب الاردن الطهور لا تغفل و لا تنام و ان الفرج بعون الله قريب .
aymanahmed74@yahoo.com