الموقع الذي يتطلّع منه الناس للأشياء يختلف ويتباين بينهم، فالأسطوانة نراها دائرة من الأعلى ونراها مستطيل من الجانبين، وهذا ينطبق على كثير من الأشياء زمن الانتخابات النيابية وغيرها؛ فالأصل تقدير الأمور لمعرفة من أي زاوية نتطلّع للأشياء أنّى كانت؛ وتالياً بعض الأمثلة الواقعية:
1. قانون الانتخاب أساسه القوائم النسبية المفتوحة لتشجيع البرامجية الجماعية والعمل الحزبي المنظّم، لكن تحركات المرشحين جلها فردية دون برامجية تذكر رغم أنها تصبّ في صالح القائمة لغايات المقعد النيابي لتفرز الأمير أصواتاً بالقائمة.
٢. الناخبون بعضهم يصوّت للقائمة كاملة والبعض الآخر لجزء منها للحجب عن البعض وهذا يدعم القائمة ولكنه لا يدعم أشخاصاً فيها بعينهم؛ فهذا النوع من التصويت لئيم لإنجاح الكتلة والشخص المطلوب الذي سيحرز أعلى الأصوات.
٣. بعض الناخبين يوعدون الكثير من المترشحين للتصويت لهم رغم أنهم في قوائم مختلفة؛ ولا يعلمون أنه لا يجوز الانتخاب سوى لقائمة بعينها؛ فالمرشح غير الصادق سيتعامل مع ناخب من شكله!
٤. التنافس الشريف أساس التعامل بين الناخبين سواء كانوا في نفس القائمة أو بقوائم مختلفة؛ لكن الواقع يقول أن هنالك ممارسات حجب أصوات بين أعضاء القائمة الواحدة وكذلك القوائم المختلفة.
٥. إبان الانتخابات المركبة المتوقفة على الإشارة الضوئية، وخلفها مركبة تُزمّر لها عند فتح الإشارة خضراء ظنّاً أنها تأخرت وأعاقت السير، لكنّ السائق لا يتحرّك لأن مركبته مُتعطّلة.
٦. في زمن الانتخابات العروسان عند انتهاء مراسم العرس يكونا سعيدان لانتقالهما لبناء بيت الزوجية، لكن أهلهما ينظرون إليهم وفي القلب غصّة.
٧. في زمن الانتخابات وعند القبولات الجامعية فإن بعض التخصصات الجامعية لها سمعه طيبة حالياً لكنها بعد فترة لن تطلب لسوق العمل، فالطالب مغرور به والحقيقة أن مستقبله مُعتم في بحر البطالة.
٨. حتى في زمن الانتخابات فإن دراسة الموازي بالجامعات مكسب لمن يملك المال ومعدّله متواضع، لكنها ظُلم لمن لا يملك المال ومعدّله متميّز.
٩. وقائمة الأمثلة تطول، لكن المطلوب الإنصاف والتوازن والحكمة وتغليب لغة العقل والمقاربة ووضع النَفْس مكان الآخرين.
بصراحة: في زمن الانتخابات النيابية الناس نَزٍقَه ومُتعجّلة بالحُكم، والمطلوب تقدير الأمور والنَظَر من موقع الآخرين لمعرفة الحيثيات لأجل اتخاذ قرارات صائبة؛ فمعرفة أساسيات الأمور تعتمد على الزاوية التي تنظر منها.