الملك من حوار «بورلوغ» رسائل تقضي على الجوع
نيفين عبد الهادي
18-10-2020 12:12 AM
صوّب جلالة الملك عبد الله الثاني وجهة بوصلة العالم كافة في التعامل مع منظومة «الأمن الغذائي» جاعلا من وجهة هذه البوصلة تتجه نحو أهمية وضع سبل واضحة بأدوات عملية لمواجهة شحّ الغذاء، والقضاء على الجوع في العالم، وكذلك التصدي لاشكالية سوء التغذية التي يعاني منها ملايين الأشخاص في العالم، بخطوات واضحة وعملية.
في كلمة جلالة الملك خلال مشاركته في حوار «بورلوغ» الدولي، الذي تنظمه مؤسسة جائزة الغذاء العالمية، لمناقشة آليات تطوير قطاع الزراعة والتصنيع الغذائي، وضع جلالته صيغا جديدة للتعامل مع جانب غاية في الأهمية، يتعلق بالغذاء وتوفيره للعالم، في شكل مختلف وسبل جديدة، كون هذه المنظومة تغيّرت تفاصيلها بشكل كامل نتيجة لتأثيرات جائحة كورونا عليها، وجعلت منها مشكلة حقيقية وعدم الوصول لحلول عملية لها ستشكّل أزمة حقيقية مستقبلا، تزداد تعقيدا وبالتالي تصبح السيطرة عليها مستحيلة.
جلالة الملك، في مشاركته بحوار «بورلوغ» الدولي، غيّر وجهة الحوار والنقاش العالمي في مواجهة أزمة الأمن الغذائي، عندما قال جلالته (السؤال الذي يجب طرحه هو ليس: هل علينا اتخاذ أي إجراء؟ بل، ما هي الإجراءات التي علينا اتخاذها لنصل إلى النتيجة المرجوة؟ بعد «كورونا»)، هو تغيير جوهري لشكل بحث هذا الجانب يتطلب أن تتغير آلية التعامل بشكل كامل في وجود إجراءات للعمل، لأن ذلك ضرروة لا تحتمل ترف السؤال هل نحن بحاجة الى إجراء!!! واقع الحال يتطلب التنفيذ، حيث أكمل جلالته وصفته للعالم بقوله (لن يكفي أن نعود إلى ما كان الوضع عليه قبل الجائحة؛ إذ ينبغي علينا اغتنام الفرصة، لبناء نظام عالمي أفضل وأكثر فاعلية وشمولاً. ولهذا، ما زلت أدعو إلى إعادة ضبط العولمة، أي تعزيز العمل العالمي المشترك، لمنفعة الجميع، والتركيز على روح الابتكار التي يتطلبها المستقبل. من شأن إعادة ضبط العولمة، أن تساعد على توجيه الموارد العالمية، وفقا لما تقتضيه الحاجة، لدعم قطاعات محورية، كالبنية التحتية الزراعية)، رسائل ملكية واضحة وثريّة وتؤكد الوصول لحلول لكل تبعات أزمة كورونا تتمثل في إعادة ضبط العولمة وتعزيز العمل المشترك، ذلك أن العالم اليوم يواجه بكافة دوله حربا واحدة، وعدوه واحد، بالتالي يجب أن تكون الحلول واحدة وبشراكة عملية حتى لا يجد العالم نفسه –وذلك ليس بالبعيد- أمام أزمات متتالية تعقّد من شكل الحلول إن لم تجعلها مستحيلة.
كما حدد الملك وسائل دعم الأمن الغذائي، وجعله حقيقة ينعم بها الجميع، في ظل اعلان جلالته أن قرابة 690 مليون شخص يعانون من نقص الغذاء في القرن الحادي والعشرين، وحوالي 9 ملايين شخص يعانون من سوء التغذية كل عام، وبطبيعة الحال «كورونا»، أوجدت حالا أسوأ، موجّها جلالته لضرورة (دعم الأفكار المتقدمة في مجالات الإنتاج، والتزويد، والتخزين، وتبادل الخبرات، ففي الوقت الذي يتم فيه استثمار الكثير من الموارد في التسلح، دعونا نجعل صحة الشعوب على رأس الأولويات؛ إذ لا بد من دعم المزارعين في البلدان النامية، ليتمكنوا من الحصول على التمويل والتدريب بشكل أفضل، ويخدموا مجتمعاتهم، ولنسخّر الحلول التي توفرها التكنولوجيا الجديدة في مجال الزراعة لتنويع المحاصيل، وإنشاء شبكات أمن غذائي متينة)، رسالة ملكية تتسم بكل أدوات النجاح تغلفها جرأة الفكرة والطرح، إذ على العالم أن يدرك أن الأولوية اليوم للبشرية والإنسان، وعلى العالم أن يدرك كما قال جلالته «علينا غرس بذور جديدة، ليتسنى للأجيال المقبلة أن تحيا وتزدهر».
من حوار «بورلوغ» الدولي، أطلق جلالة الملك رسائل ودلالات ووضع خطة عمل عبقرية وصولا لتوفير غذائي مستدام، يجعل من الجوع ماضيا مهزوما بأفكار عبقرية، ورسائل تقضي عليه.
الدستور