الملك وضبط العولمة: هل يفعلها داودية؟
د.مهند مبيضين
18-10-2020 12:11 AM
أعاد جلالة الملك عبدالله الثاني، يوم أول من أمس الجمعة، في حوار «بورلوغ» الدولي، الذي نظّمته مؤسسة جائزة الغذاء العالمية، لمناقشة آليات تطوير قطاع الزراعة والتصنيع الغذائي، السؤال الجديد المستجد في ظلّ أزمة كورنا، عن مرحلة ما بعد كورونا لأجل بناء نظام عالمي أفضل وأكثر فاعلية وشمولاً.
فلماذا يطلب الملك ذلك؟ ويُلح للمرة الثانية على وجوب ترشيد العولمة؟ ويُمثّل هذا الطرح نقداً ملكيّاً لهيمنة العولمة على السوق، بشكل متوحش، ما اطاح بالقيم الانسانية فيه؟
يقول الملك:» ولهذا، ما زلت أدعو إلى إعادة ضبط العولمة، أي تعزيز العمل العالمي المشترك، لمنفعة الجميع، والتركيز على روح الابتكار التي يتطلبها المستقبل. من شأن إعادة ضبط العولمة، أن تساعد على توجيه الموارد العالمية، وفقاً لما تقتضيه الحاجة، لدعم قطاعات محورية، كالبنية التحتية الزراعية».
يشير الملك إلى وجوب استعادة الزراعة، فهل نحن جاهزون أردنياً؟ وهل لدى وزارة الزراعة تمثل واضح لمعاني الخطاب الملكي؟ حتى الآن يجب أن نعطي وزير الزراعة الجديد الاستاذ محمد داودية فرصة لإحداث التغيير، وهي فرصة كبيرة ومواتية، واتمنى من معاليه الافادة من الخبرات السابقة، وقد أحسن فعلاً حين زار الوزير الأسبق خالد الحنيفات، وهو الذي عمل على انجاز خطة تسويق واضحة وبالتنسيق مع الاشقاء في السلطة الفلسطينية.
لدى الاستاذ داودية بنك من العقول الزراعية في الجامعات من اساتذة كليّات الزراعة. وهنا، تكون اهمية الافادة من العلم، في رسم سبل التغيير، واظن أنّ حواراً حقيقياً من أهل العلم والخبرات على الأرض، يمكن أن يُسهم بانجاز الكثير من الفرص.
نعم، لدى الملك رؤية، وأسئلة مشروعة، وربما قلق، من توحش الشركات، ولدينا واقع مرير في حياة المزارع، وجماعات مهيمنة أقرب للعصابة تُسيطر على سوق الخضار، وتبخس الأسعار، وفي المقابل لدينا زراعات نادرة، وقصص نجاح، ورياديين في الزراعة، ومحاصيل تصل أوروبا.
نعم لدينا ميزة نوعية لمناخ الزراعة الأردني، ولدينا بنية اجتماعية تقبل بالعمل الزراعي ولا تكرهه، بمعنى أن الأردنيين يؤمنون بالأرض، لكن لدينا وعود غير منصفة ومؤجله للمزارع، ويجب التفكير بمشاريع تمويل زراعية للأرضي الزراعية الواسعة المُلكية، ولدينا تحديات كبيرة اثبتتها جائحة كورونا فهل تبقى الزراعة عصية على التغيير أم ان داودية سيفعلها ويحقق التغيير المطلوب.
ربما الاستاذ داودية، متقدم سياسيّاً في طروحاته في المنابر الإعلامية، وهو رجل صادق بحبه لوطنه وانتمائه له، وعلينا ان نتمنى أن يقدم لنا وصفة دقيقة لتحرير المزارع البسيط في صبحا وصبحية والقطرانه والغور وخشاع القن، من ربقة المستبدين بأرزاق الناس، نعم هناك اقطاع زراعي، وهناك سماسرة في سوق الخضار احالوا الآمال الزراعية إلى آلام موجعة وخسارات فادحة.
الدستور