facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




تصريح بصفة إنسانية


رانيا اسماعيل
17-10-2020 03:51 PM

أدت أزمة كورونا بطبيعة الحال لظهور تسونامي من الأمراض والاضطرابات النفسية المتعددة عند الكثير من الناس: كالقلق، والاكتئاب، والخوف، ونوبات الهلع، واضطراب ما بعد الصدمة، وغيرها، خاصة في ظل صعوبات التكيف مع هذه الأزمة ، وقساوة الحجر الصحي وتبعاته. ومن البديهي ألا يتكيف جميع الناس بنفس المستوى ونفس الطريقة ، لكن تأثير جائحة فيروس كورونا بدا واضحا على الجميع .
وبما أن هذه الجائحة قد أثرت على الأشخاص غير المصابين بالاضطرابات النفسية تأثيرا كبيرا ، فما هو الحال بالنسبة للمصابين بالأمراض النفسية من قبل جائحة كورونا ؟ لقد أصبح الوضع أكثر تعقيدا لهم ، خاصة بفترات الحظر المستمر ، فمنهم من انقطع عن علاجه بسبب ظروفه المالية الصعبة ، ومنهم من انقطع عن مراجعات طبيبه . ومنهم من تعرض لانتكاسة المرض. لذا أعتقد أنه من الإنسانية بمكان منح المرضى الذين يحتاجون للرعاية النفسية تصاريح للخروج من منازلهم ، لو حتى مشيا على الأقدام داخل الاحياء التي يقطنون بها مع مرافق او بلا حسب حالة المريض وحسب تقريره من الجهات المعنية، لأن الحظر يزيد من توترهم وضغطهم النفسي. ويضاعف الأعراض التي يشعرون بها ولا نشعر نحن بها ،فالكثير منهم تراوده أفكار انتحارية ، ورغبة بالهروب من المكان ، والتخلص مما يشعرون ، وهذا من شأنه أن يشكل عليهم وعلى المحيطين بهم خطورة كبيره.
العديد من دول العالم طورت خطوطا ساخنة لمساعدة المرضى النفسيين من ضمن خطوط التعامل مع الأزمات ، كما وفرت لمن يعاني من تحديات بالصحة النفسية نوعين من المساعدة : المساعدة الرسمية (الحكومية) من المهنيين المرخصين والأطباء ذوي الاختصاص بالصحة النفسية ،والدعم الإضافي غير الرسمي من الروابط الاجتماعية أو الرعاية الذاتية. وبعدة لغات حتى يصل كل من يحتاج للرعاية النفسية إلى هذه الخدمات .

على الجهات المعنية بالدولة الأردنية توفير فرق نفسية لارشاد المواطنين لكيفية التعامل مع مخاوفهم أثناء الوباء،
لأن هنالك العديد من الفئات بحاجة للدعم النفسي والمشورة حتى تعيد السيطرة على حياتها ، على سبيل المثال لا الحصر : الأمهات غير القادرات على إدارة أبنائهن وتدريسهم الكترونيا ، الطلاب الذين يجلسون خلف الكراسي لساعات طويلة دون التفاعل الحي مع المعلمين ، الشباب المراهقين الذين انقطعوا عن حياتهم الطبيعية ونشاطاتهم المدرسية والجامعية وباتوا بلا هدف ، الآباء الذين فقدوا رزقهم ،أصحاب المصالح الذين خسروا أعمالهم ،الأطباء والكوادر الطبية المهددين بالإصابة بالفيروس بأي لحظة ،والذين يرون الموت بأعينهم كل يوم ، كبار السن الذين يسمعون تلك العبارة المقيتة بأن "فيروس كورونا لا يقتل إلا كبار السن" ،فئة الأطفال الذين يرون الخوف والتوتر على وجوهنا ولا يفهمون ما يحصل . أصحاب القرار الذين يجهلون المستقبل . والقائمة تطول للأسف .

لقد مر مجتمعنا الأردني بالعديد من الضغوطات النفسية التي نتجت عن تداعيات موجة كورونا الأولى ببداية الجائحة، وسمعنا عن عدة جرائم عنف منزلي ومجتمعي، ومحاولات وحالات انتحار وغيرها من المشاكل المجتمعية، وللأسف لم تقدم الجهات المعنية جهود واضحة في مجال الرعاية النفسية لمن يحتاجها في ذلك الوقت ، هل هو تجاهل وعدم اقتناع بأهمية الصلابة النفسية والجانب النفسي بهذه الظروف ،أم هو فقط انشغال تام بملف فيروس كورونا ؟؟ رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية بخصوص التداعيات النفسية للجائحة ، حيث أنها تطلب وتركز على أن يكون هناك خطة تدعم الصحة النفسية ضمن خطط الحكومات لمواجهة هذه الظروف . نحن الآن في وضع أصعب من البدايات ، الحالات في ازدياد ، وأعداد الوفيات ترعب الناس ، ولهجات التصعيد والتخويف من هنا وهناك تخلق البلبلة والتشويش ، نحن بأمس الحاجة للتهدئة والتروي حتى لا نفقد زمام الأمور ، وحتى لا نفقد الامل بعودة الحياة الطبيعية.







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :