قوة العصابة والبلطجية اكبر من قوة المجتمع. هذه حقيقة تتاكد كل يوم في الاردن. من مشاجرات وعمليات سطو وتسلح لعصابات بلطجية، وحتى ان البلطجة في البلاد صارت تورث.
مظاهر البلطجة لا تختفي من المجتمع، وتظهر بشكل منتظم ومتقطع، وتغيب وتغيب، ولتعود بحوادث فاجعة وبشعة، وتضع العدالة على المحك.
خزان العنف في المجتمع لا ينفذ. البلطجي، مواطن يعيش بينا، والبلطجية يعيشون فرادى ومجموعين. حكام العالم السفلي، ويعيشون عبر شبكات عابرة للمخدرات والتهريب وغسيل الاموال.
جريمة الزرقاء البشعة اعادت السؤال الى الواجهة. واعلن فيما بعد الامن العام عن حملة لملاحقة البلطجية والزعران والوصول الى اوكارهم واصطيادهم والقبض عليهم، والناس ضجت تحت تاثير فيديو بشع انتشر لجريمة غير مسبوقة في تاريخ الاردن، اجرام وتصفية وانتقام من نوع جديد، وطارئ على قاموس الجريمة الاردنية.
الناس تسال عن الامن. وتسال ايضا اين كان هؤلاء البلطجية عايشين، وكيف يختبئون بين الناس؟ وفي الحقيقة في غمرة كل ما سمعنا وحملة الاستنكارات والتعاطف مع الشاب الذي قطعت يديه الا ان الاجوبة موسمية وخارجة من مربع ردود الفعل، ودون تقديم اجابات مقنعة وواضحة، وتضع اليد على الجرح والوجع الحقيقي ومكان الخلل، ومن يتحمل المسؤولية.
هل تتصوروا نهاية البلطجة؟ وهل القرار والقوة الامنية المستخدمة كافية لوقف وردع البطلجية؟ وهل يدرك اهل القرار والمعنيون حجم قوة وامتداد نفوذ البلطجية في المجتمع، واين يسكنون؟ وماذا يملكون من قوة للسيطرة على الشارع وتخويف وترعيب واقلاق المجال العام؟
الدستور