شهادة حق بالراحل فراس الزعبي
د. عبد الله سمارة الزعبي
17-10-2020 12:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
{واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} صدق الله العلي العظيم..
كنت من أوائل الذين أعلنوا وفاة ابن العم فراس الزعبي النجل الأكبر للنائب فواز الزعبي، وقد أشرت في ذات الإعلان إلى معرفتي بالرجل في مسجد عثمان بن عفان، لحدسي الذي لم يخطئ يومًا، باستغلال ذوي الخلق الرديء، والمال المشبوه، والأجندات القذرة، لمثل هكذا حدث للطعن في عرض المتوفى، نيلًا من والده، وشماتةً به، وفجورًا في خصومته..
ولما أن أصاب حدسي، ولم تُرعَ حرمة الموت، ولا كرامة الميت، ولا مهابة لقاء الله، بات لزامًا أن أشهد أمام الله وأمام خلقه بما علمت ورأيت..
يقع منزل النائب فواز الزعبي القديم مقابل مسجد عثمان بن عفان في وسط مدينة الرمثا الشمالي، وقد كنت في عام 2009م وقبيله وبعيده أتهجد في أواخر رمضان في ذلك المسجد رفقة زمرة طيبة مباركة من شباب الرمثا، قبل أن أصبح إمامًا لذات المسجد بعد ذلك بعدة أعوام..
والتهجد لمن لا يعرف معناه، هو الصلاة التي تكون في الثلث الآخر من الليل بعد النوم، وقبل الفجر، وهذه الصلاة لا يحافظ عليها إلا قلة قليلة، تطمع في الأجر العظيم خلال الشهر الفضيل..
وأنا أشهد أمام الله، أن فراسًا كان أحد المتهجدين، وأننا كنا نبقى أحيانًا لفترة السحور ما بين صلاة وذكر، فكان يدعو المصلين في مرات متعددة لتناول السحور في منزله، أو يرسل شيئًا لمن بقي في المسجد، ولقرب منزلنا لم ألبِّ شيئًا من دعواته، وكنت أعود بعد أذان الفجر، من أجل صلاة الفريضة، ثم نبقى أنا ومجموعة -من ضمنهم أحد إخوانه- إلى ما بعد شروق الشمس، فنصلي الضحى، ونعود لمنازلنا، وأحيانًا كثيرة ننام في المسجد إلى قبيل صلاة الظهر، وهكذا كل ليلة إلى نهاية الشهر الفضيل..
ولم أسمع منه يومًا بذاءً أو طعنًا في أحد، كان رجلًا هادئًا، طيبًا، سمحًا، كريمًا ذا خلق نبيل، وكان حلقة وصل بين الناس ووالده في خدمة المستضعفين والمرضى منهم على وجه التحديد..
وفراس لمن يعرفه في الواقع، ولمن شاهد صوره بتمعن، يعاني من سمنة مفرطة، أثرت على حالته الصحية منذ فترة، وانتهت بدخول سوائل لرئتيه، أدت لتوقف قلبه، ولم يكن في الرمثا أثناء المداهمات، بل كان في إحدى مستشفيات العاصمة، نسأل الله له ولجميع موتانا الرحمة والمغفرة..
داعيًا جميع من يعرف فراسًا أن يردوا عن عرضه، فيما علموه من محاسن أفعاله، وأن يشهدوا أمام الله وأمام الناس، بما عرفوه من سيرته الطيبة، مستحضرين قول جدنا -عليه وآله الصلاة والسلام- فيما رواه الترمذي وحسنه: (من ردَّ عن عرض أخيه، ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة)..
إمام مسجد الإمام الشافعي
د. عبد الله سمارة الزعبي