قضايا عالمية تشغل بال الملك
عوني الداوود
17-10-2020 12:03 AM
منذ بداية الحديث عن جائحة كورونا وجلالة الملك مهتم تماما بقضيتين تحدّث عنهما مرارا وتكرارا، ووجه نداءات عبر منابر اعلام دولية مختلفة في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا كان آخرها يوم أمس خلال مشاركة جلالته «عبر تقنية الاتصال المرئي» في أعمال اليوم الختامي من حوار «بورلوغ» الدولي، الذي نظمته مؤسسة جائزة الغذاء العالمية، وتم خلاله مناقشة آليات تطوير قطاع الزراعة والتصنيع الغذائي...هاتان القضيتان هما: (اعادة ضبط العولمة - والأمن الغذائي).
جلالة الملك تحدث مبكرا وببعد نظر معهود، الى ما يمكن أن تؤول اليه الامور في ظل جائحة أثّرت تماما على سلاسل التزود بالغذاء في ظل الاغلاقات وتراجع حجم الانتاج وشح الموارد، وغيرها من الاسباب التي ستؤثر تماما على الامن الغذائي العالمي.. وبالفعل فان معظم التقارير العالمية وتقارير منظمة الغذاء العالمية تؤكد ذلك (وقد أشار جلالة الملك في كلمته أمس الى معاناة نحو 690 مليون شخص من نقص الغذاء، ووفاة حوالي 9 ملايين شخص من سوء التغذية كل عام)..كما حذّرت « الغذاء العالمية « مما سبق و حذّر منه جلالة الملك - ولا يزال يحذّر - الأمر الذي بات يستوجب اعادة النظر في العولمة كي تقوم أكثر على أسس التعاون العالمي الحقيقي المشترك في جائحة لم ولن تستثني أحدا، الغني كما الفقير، كلّ معرض للاصابة بتلك الجائحة.
العولمة في مرحلة كورونا باتت تتطلب تعزيزا اكبر للعمل العالمي المشترك من اجل منفعة العالم اجمع. و»العولمة» التي يدعو اليها جلالة الملك هي تلك التي من شأنها «أن تساعد على توجيه الموارد العالمية، وفقا لما تقتضيه الحاجة، لدعم قطاعات محورية، كالبنية التحتية الزراعية».
أما موضوع الامن الغذائي، فقد دقّ جلالة الملك ناقوس الخطر مبكرا ولم يكتفِ جلالته بالتوجيه الداخلي والمحلي بضرورة الحفاظ على مخزون غذائي آمن.. وقد زار مستوعبات القمح في الغباوي منذ أشهر، ودعا لتعميم التجربة في الاقاليم والمحافظات، وبالفعل استطاع الاردن أن يزيد من مخزونه الغذائي خلال الاشهر القليلة الماضية بكميات تفوق ما كانت عليه قبل « كورونا « وبمعدلات مطمئنة جدا.
جلالة الملك لم يكتفِ بالتوجيه الداخلي، بل واهتم بذلك اقليميا حين أكد استعداد الاردن على تقديم العون والمساعدة للاشقاء في لبنان وكل ما يلزم لاستتباب الامن الغذائي في لبنان في اعقاب انفجار مرفأ بيروت.. وحتى عالميا ها هو جلالة الملك يؤكد اهمية «منع نشوب أزمة نقص غذاء وسوء تغذية عالمية».
النقطة المهمة التي كرّر التركيز عليها جلالة الملك في كلمته امس بحوار « بورلوغ « هي امكانية أن يكون الاردن «مركزا اقليميا للغذاء» انطلاقا من موقعه الاستراتيجي الذي يمكّنه من القيام بتلك المهمة.. وهذا الامر موكول لحكومة د. بشر الخصاونة بأن تحث الخطى للاسراع بتحويله الى واقع ملموس.
(الدستور)