لم يكن بوسع جلالة الملك وهو يتابع المعلومات الواردة إليه وهو في مكتبه بعد أن سمع الخبر وشاهد الفيديو الخاص بحادثة الفتى صالح ابن الزرقاء إلا أن يترك كل الهموم السياسية والملفات الساخنة ليعود بنا إلى أكثر من عقدين من الزمان إبان تسلمه سلطاته الدستورية وهو يستشعر حجم الابوه وحينما أطلقها في ذلك اللقاء التلفزيوني أمام مرأى ومسمع العالم أجمع " إنني الآن مسؤول عن أسرة مكونة من خمسة ملايين شخص واليوم من جديد يطلقها حره كما هي تطلعاته وإنسانيته "هذا ولدنا ولن نتركه إلى أن يتعافى بأذن الله" ... هؤلاء هم الهاشميون كل شيء ولا شيء عندهم يساوي او أهم من بسمه يرسمونها على شفاه ام مكلومة أو طفل محروم اطباء في انسانيتهم راقين في تعاملهم مؤدبين في خطابهم وهذا معدنهم وديدنهم لقد أوجعتنا في الصميم يا جلالة الملك وفاض الدمع من عيوني ونحن نراقب جهودك التي أفضت إلى كل الخير ليس على مشهد الطفل فقط إنما بما رافق ذلك من الإنسانية التي تحليت بها فأي قلب تحمل يا سيدي جلالة الملك وهو يتسع لعشرة ملايين أردني منذ أن أطلقتها مدوية في ١٩٩٩ ولا زالت للان هي خياركم أمام التعاطي مع كل القضايا المهمه على مستوى العالم حينما تصغر أمامكم كل الأهوال وتكبرون في عيوننا بأهتمامكم المنقطع النظير بهذا الفتى ولنا معكم شواهد منذ ذلك الفجر ...
وما أن أبلغ أحدهم قادة الأجهزة الأمنية بما وصل لجلالة الملك المعظم حول هذا الفيديو حتى كان كل العالم يتابع اهتمام جلالته اهتمامه بالانسان الأردني وحياته حين اشرف إشرافا مباشراً على متابعة ملف معالجة فتى الزرقاء والقبض على المجرمين الذين ارتكبوا هذا الفعل البشع والمرفوض من مجتمعاتنا لأنها لا تمثل قيمنا وتربيتنا واخلاقنا كأردنيين ....
لقد جسد جلالة الملك الإنسان المشهد وتابع الأحداث أولا بأول لأن ما حصل امس في الزرقاء هو دخيل على مجتمعاتنا التي لطالما نادى جلالته باكثر من محفل بأن شعبي معي ونحن معك يا جلالة الملك وخلف أجهزتنا الأمنية التي لا تعرف إلا جملة " حاضر سيدنا "
ولأن جريمة الزرقاء البشعة دخيلة على المجتمع الأردني ولأن الأجهزة دوماً هي محط احترامنا واهتمامنا فأننا يا جلالة الملك نقف خلف قيادتكم ومع هذه الأجهزة الأمنية في خندق الوطن ومع الوطن بأن البلد أمن وسيبقى بإذن الله مقصداً لكل الباحثين عن الأمن والأمان والاستقرار والرخاء وان ما حدث لا يمثل إلا زمرة ضالة حاقدة همها الوحيد أناني بدون علم أو معرفة وجهل لا يتعدى مسافة الأنف ... ولأن متابعتكم تتجسد بما عرفناه عنكم من حنكة ومعرفة ودراية فأننا نعلم بأن اطفال الأردن هم أمانة في عنق جلالتكم وتجسد هذا في مواقف كثيرة ومشاهد عديدة بالدفاع عن كرامات الاطفال والناس ... نعم سيدنا نطلقها بصوت عال مؤيدين لا مترددين ....
وحاضر سيدنا كلنا گأردنيين رافعين رؤسنا بافعالكم كملك وخلف ومع أجهزتنا الأمنية التي تنثر الحب على كل مساحات الوطن ...
ولأنكم منا وفينا ولأنكم الاحرص على أطفالنا وشبابنا ومستقبلهم لا زلتم سيدنا وسيد العطاء المبادر دوماً في الشأن والهم الوطني ولأننا لم نعتد إلا على تلبية النداء للوطن والقيادة ولأنكم القائد الحكيم فإننا نرفع لكم القبعات احتراماً لحسن صنيعكم وقراراتكم التي تأتي دوما بالوقت المناسب ....
مولاي المعظم لقد فقد فتى الزرقاء صالح يديه بالأمس ولكن حاله كحال الأردنيين جميعاً تعوضها مدة يديكم الكريمتين بالإنسانية والإحسان إليهم وأن يديك ايادي الخير التي امتدت بالخير على مساحات الوطن كلها تنثر المحبة والطمأنينة على جميع مساحات الوطن دوماً ...