فاته الكثير من لم يسمع أغنية "خرونج"..أظنها أشبه بحالنا الثقافي الممسوخ نوعا ما .. الأغنية تصلح "للميكروباص" و "عيال الأيمو"..وتلائم جدا الراغبين في "خريعة" تطرد أحد الأمراض ..
كي تتضح الصورة أكثر ، يقول مؤلفها أيمن بهجت قمر - الذي صدمت بانه - مؤلف هذه الكارثة التي تنزل بك وتترك بك دهشة وضحكة معا :
""بتحبني .. لا أشك
ومن دول اللي على الفيس بوك؟،
لو ما شيلتيش العيال اللي عندك
عليك ح أصك
لااااا.. انا مش خرونج
انا كنج كونج
ده انا وأنا رابط أيدي
بلعب بينج بونج""
الغريب ان الأغنية بطابعها الموسيقى حزينة وجادة جدا ، وموسيقاها طربية ، حيث يتأوه فيها مغني الحواري "أبو الليف" .. في مقاطع تشبه الملحمة الغنائية ، وهنا تكمن غرابة هذا العمل الفني الذي انتشر كما "الخرونج" في الهشيم ، الأقل غرابة في الأمر ان قلة من الناس تعرف معني تلك الكلمة العامية "خرونج" وأظن أصلها كلمة "خرونق" الفصيحة ، التي تعني شيئا لا قيمة له..
الأغنية في طريقها لبيوتنا ولأبنائنا إن لم تكن سكنت وتربعت بصورها واليوتيوب على أجهزة أبنائنا وبناتنا ، وحتى أحدى الاذاعات التي تبث من الأردن تعيدها تقريبا كل ساعة..
أظن أن الزمن "خرونج" أيضا.. ، أصالتنا طلعت "خرونج" كمان ، وحتى حصافتنا العربية التي نتباهى بها باتت في مهب الـ"خرونج" ، وحان الوقت لمفكرينا ونقادنا الكبار ان يؤرخو هذه المرحلة بكتب ودروس بحثية كـ : ( تداعيات ما بعد "الخرونج" .. العلامة "أبو الليف" أنموذجا) .
لا ادفن رأسي امام "الخرونج" أريد ان اواجه هذا "الكينج كونج" وأشد على يده في مقطعه الأخير:
" لا انا ابن هانم
ولا ابن لورد..
وأتفضلي ...أدي الباسبورت
ده أنا آراجوز متربي بسيرك
مش واحد كاورك"
هذا المقطع بالذات يحتاج للتمحيص من نقادنا ومفكرينا الكبار و ان يدرسو تأثيرات "الحراثة" .. و "الشعتله" التي يظهرها العلامة "ابو الليف" في بديعة زمانه "خرونج"..
أظن يا جماعة الخير انها "روحت"،،
hindkh97@yahoo.com
الدستور