شعبوية المسؤول لا تأتي من فراغ لها مقومات ومردها مسوغات تحرك العواطف والوجدان وتشحن الهمم وتنمي الإنتماء والولاء
محبة المسؤول (وشعبويته) إن جاز التعبير لا يكتسبها إلا من يبني جسور الثقة بينه وبين الناس الأمر الذي يحتم محبة وإحترام الصغير قبل الكبير الكبير ، شعبوية تأتي من إنزال الرجال منازلهم وتعظم الإنجاز وتبني عليه .

شعبوية المسؤول تأتي من حماية المال العام من التعدي والاستغلال غير المشروع ، ومن حرمة إستغلال الوظيفة العامة وإساءة إستخدام تصرفها ومن إنحراف قراراتها عن الصالح العام .

محبة المسؤول وشعبويته لا يمتلكها إلا من يحريك عواطف الناس التي تلبدت ، ويعيد الثقة التي تهدمت،و من إعادة بصيص الأمل للشباب ومن تحفيزهم على الابداع والابتكار بدلا من الاحباط واليأس الذي يعتريهم ردح من الزمان.

شعبوية المسؤول لا يكتسبها إلا من يمتلك للولاية العامة يكون جريء على إتخاذ القرار ، حريص على ثوابت الدولة الأردنية ، وعلى إحترامه للدستور ومبادئه وروحه ، وحريص تطبيق جوهر النظام البرلماني وهو مبدأ الفصل بين السلطات بحيث تمتلك كل من السلطات من الصلاحيات الدستورية ما تمكن به حد السلطة الأخرى إذا اساءت إستخدام تصرفها .

محبة المسؤول وشعبويته لا تكون إلا لمن يخاطب الشعب بالخطاب الشعبي البسيط الخطاب القريب منهم والمقنع بذات الوقت حينها ستتحرك مراكز قياس الرضا الشعبي بشكل ايجابي،وهذا الأمر لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال إمتلاكه أجهزه إعلامية تحرك المزاج السيء خوفا على الوطن الذي نفديه بالمهج والأرواح وخوفا من القادم .

شعبوية المسؤول لا يكتسبها أصحاب المكاتب الفاخرة بل رجل الميدان الذي يحل ظيفا عند الحويطات في الجنوب، ويمر على الكرك ويتلمس إحتياجاتهم ويتناول المليحية عند بني عطية والرشوف عند بني حميدة وبني حسن ويتباحث بشان الدولة مع بني صخر ويجتمع في اهالي جرش ويطلب النصح من اهل اربد ويسهر في مخيم البقعة والوحدات ويكون قريب من الاردنيين على اختلاف اصولهم ومنابتهم وينتمي لُحمة لعشيرة الوطن.

شعبوية المسؤول لا تكون إلا لصاحب الريادة الذي يحمل فكر العمل بروح الفريق الواحد ؛ والذي من خلاله يستقيم الوطن ويتوجه المزارع لزراعته والعامل لمصنعه والمعلم لمدرسته راضين بواقعهم مهما كانت الظروف، لأنهم على يقين أن هناك عدالة إجتماعية وهناك سيادة قانون تشفع لكل ضعيف .

شعبوية المسؤول ومحبتهم لا يكتسبها إلا من يتقبل النصيحة الصادقة مهما كانت مزعجة ، ويعرف ان في الاردن قرى منسية وبوادي ومخيمات اعتلاها غبار الفقر والحاجة منذ زمن، وفيها شباب في زهرة العمر والعطاء يجلسون على قارعة الطريق تتلاشى طموحاتهم وآمالهم كل يوم بسبب الفقر والبطالة والحرمان والشعور وهم على إستعداد للذود في ارواحهم دفاعا عن الوطن وقائد الوطن.

شعبوية المسؤول لا يكتسبها إلا من يرفض التدوير ويسعى دوما للتغيير، وخاصة بمن يتولى المواقع الحكومية ، ويغير نهج التوريث في المناصب يقبل القسمة على الشمال والجنوب والشرق والغرب وعلى كل ركن من اركان الوطن الغالي.

محبة الناس وشعبويتهم إن جاز التعبير لا يكتسبها إلا القائد الإداري الذي يرسخ العمل ابمؤسسي ابتشاركي الفاعل مع كل مؤسسات الدولة ومع مؤسسات المجتمع الدولي .
الشعبوية ومحبة الناس لا تكون إلا من التسامح والتواضع ومحبة الناس من محبة الله وهذا هو نهج ولاة الامر بني هاشم الأطهار الذين رسول بنهجهم وفكرهم الديمقراطية الحقة ومفهوم الدولة المدنية الحديثة التي يتحدث عنها سيدي صاحب الجلاله في اوراقه النقاشية ويعمل عليها من خلال توجيهاته .

المسؤول المحبوب وصاحب الشعبوية هو يكون قريب لجميع الاردنيين من مختلف منابتهم واصولهم، ويعرف متى نحب ونكره ونغضب ويعلم علم اليقين أن مؤسسة العرش أردنية هاشمية وان نظام الحكم ملكي وأن هناك من سيعمل و هناك سيقوي البنيان لتبقى الراية الأردنية الهاشمية خفاقة .
بإختصار......
الشعب يحب المسؤول وشعبويته تزداد للوفيّ المنتمٍ والشجاع الواثق من نفسه ونقي السريرة المحب للوطن والقائد والجيش حينها سيمتلك قاعدة ضخمة وحصينة ويحقق افضل إنجاز.
وسلامتكم
Tarawneh.mohannad@yahoo.com