"اليوم العالمي للصحة النفسية"
خولة كامل الكردي
13-10-2020 05:34 PM
تتزايد اعداد المصابين بأمراض نفسية في العالم سنوياً، والمطلع على الواقع الذي تعيشه شعوب الكرة الأرضية، يوضح بما لا يدع مجالا للشك الظروف التي يواجهها الإنسان بشكل يومي، فالعوامل الاقتصادية والاجتماعية والدينية بصورة مباشرة السبب الرئيسي وراء ارتفاع أعداد المرضى النفسيين، حيث أشارت المنظمات الدولية الصحية إلى ضرورة الارتقاء بالمنظومة الصحية النفسية عالمياً، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة في هذا المجال. وإذا رصدنا الأسباب التي تدفع العديد من الأشخاص إلى الوقوع بين براثن القلق والتوتر فتتازم الحالة إلى مستويات عالية من الأرق، مما ينجم عنها تطور الحالة النفسية وظهور أعراض مرض نفسي يتجذر في عقل الإنسان يرجع إلى الأسباب العقائدية بالدرجة الأولى.
قد يتساءل البعض أن الدول المتقدمة يعاني فيها أفرادها من أمراض نفسية حادة بخاصة مرض الاكتئاب، والذي يودي بهم إلى الانتحار، وهذه الحالات منتشرة في دول غربية كثيرة، فلعل أبرز الأسباب يعود إلى الخواء الديني، بالرغم من تمتع الإنسان الغربي برفاهية في العيش، لكن الاشباع الديني مفقود عند الكثيرين منهم، مما دعا الحكومات الغربية إلى دق ناقوس الخطر للتحذير من ارتفاع أعداد المنتحرين، بالرغم من الرعاية الصحية المتقدمة التي يحضاها المصابين بالأمراض النفسية والمنتشرة بين فئة الشباب، وهي الفئة التي عادة ما تتسم بحب الحياة والإقبال عليها، في حين نلاحظ إنخفاض في تلك الحالات بين فئة كبار السن، ربما يعود السبب إلى تميز اصحاب تلك المرحلة العمرية بالحكمة والروية، وأيضا من أحد الأسباب المهمة هو انعدام صلة القربي بين أفراد المجتمعات الغربية.
أما المطلع على الواقع العربي، يجد ظهور حالات انتحار بين فئة الشباب، لأسباب أهمها الأسباب الاقتصادية ثم الاجتماعية، يعود بمجمله إلى ضعف الوازع الديني، لذلك من الأهمية بمكان توثيق الصلة بالخالق وتقديم الدعم اللازم للتغلب على المشاكل التي يتعرض لها الشباب.
إن الوطن العربي بحاجة إلى إعادة النظر بالمنظومة الصحية النفسية، وتكثيف الرعاية النفسية والخدمات المقدمة للمواطن العربي وتدعيمها بشتى الوسائل، وتخصيص جزء من الميزانية الصحية لتوفير العلاجات والأدوية الخاصة بالمرضى النفسيين، مع توفير العلاج المجاني للمرضى المحتاجين والفقراء، فالرعاية الصحية النفسية وتعزيزها من أهم الوسائل التي تساعد على الحد من ازدياد أعداد المرضى النفسيين، بالإضافة إلى تضافر جهود المؤسسات والمنظمات الصحية الدولية، لتقديم المعونات والمساعدات في المجال الصحي النفسي للدول الفقيرة والنامية.