من حقك تعرف لكن هل من حقك ان تهرف ؟ ..
ادم درويش
13-10-2020 05:16 PM
نفهم ان الجمهور يناقش ويعطي وجهة نظر مناوئة لما طرحه رئيس الوزراء او وزير بعينه وهذا مباح ومتاح ، لكن ان تصل الامور الى تناول حياة الناس الخاصة والتعبير في الراي حولها واسقاطها على حياة الانسان العامة فهذا دليل ضعف ومناف بالضرورة للاخلاق والآداب واصول الاختلاف..
منذ تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور بشر الخصاونة بدأ البعض هجومه على حياة وزراءه الخاصة فهذا على خلاف مع زوجته ، وهذا يرتدي ثوبًا وعقال وذاك قال انه سيكون مسؤولًا رغمًا عن الدولة ، وآخر اعتصم شباب مؤسسة رأسها للمطالبة بحقوق ، والاخير طبيب نوم او غير حاصل على مؤهل جامعي، او انه يدق الطبل في باحة منزله مع عياله ، الى ان وصلوا للرئيس فلم يجدوا فيه خصالًا فاقاموا له فيديو لا يعيبه في انه يشبه في طلته الامير الحسن وربط لون ربطة عنقه الخضراء اثناء اداء القسم تشبه ربطة عنق الرئيس الاسبق عون الخصاونة وكأن ذلك سينعكس على ادائه وحركته السياسية ولها دلالات عميقة او كأنهما يمثلان حزبًا واحدًا ! ..
تبًا لمجتمع يهتم بالمظاهر وتسطيح الامور ويهتم بالقشور ولا ينظر الى عمق الازمة والقادم الاعظم الذي تحدث عنه الرئيس من قرارات مؤلمة ننتظر ترجمتها وشرحها منه او ممن يتملصون من الاجابة ممن هم حوله وكأنهم لايريدون المواجهة وجعل الرئيس يقلع شوكة تصريحاته بيده ! فبدأوا يختبئون من اللحظة الاولى حتى بتنا نترحم على من سبقوهم من اول 24 ساعة !
تبًا لفئة اخذت على عاتقها كشف حسب الناس والتطاول على اسرهم وخصوصياتهم تحت بند "حرية الرأي" و"التعبير" ، وتسخير وسائط التواصل الاجتماعي للنقد غير الاخلاقي على طريقة الافتراء والكذب والتدليس الذي يمارسه البعض من خلف الحدود وبكل اسف يصدقهم البعض واظنهم على حق فلا توجد قنوات رد وتعرية للاكاذيب ووسائل موثوقة لتصديقها لان تجربتنا مع الدولة انها انهت حياة كل وسيلة حرة بدعوى تضاربها مع المصلحة الوطنية ولا نقول الامنية..
تبًا لنا جميعًا لاننا نقف نظارة على المشهد ونتاول المعلومات والتي ربما بعضها حقيقي على ارضية اننا نقالون قالة وليس متبنين للفيديو او البوست او الرسالة عبر الواتس اب وهو الان الاكثر انتشارًا والفيسبوك وتويتر وخلافها من ادوات النقل والمناقلة ..
حقك تعرف التي عرفت نفسها ب"منصة الكترونية رسمية للتحقق من المعلومة" كانت فكرة مذهلة لكنها افلست وافشلت اخيرا لكثرة القادم من الشائعات واغلق ملفها ربما مع صاحبة فكرتها وماتت معها .. وللحقيقة والتاريخ ان حكوماتنا صدرها يضيق بالاعلام والرأي المعاكس وتنشط في خلق اعداء بالمجان ولا تؤمن بسياسة التجاوب المرن.. ونأمل في هذا المقام ان لا تحذوا حكومة الرئيس الخصاونة حذو غيرها وتغلق ابوابها ونوافذها على نفسها فينطبق عليها القول "لا أرضًا قطعت ، ولا ظهرًا أبقت"..
اخيرًا : مالكم ومال الناس .. لكم في اداء المسؤول ومدى قانونية افعاله واعماله وانجازاته على ارض وزارته ، وليس في طول قامته واخطاء البعض من اهله الشخصية التي في الاصل قد لا تنعكس على دوره ..وذلك اقوى الايمان وافعله..