لا خيار أمام حكومة جلالة الملك الجديدة برئاسة الدكتور الخصاونة, غير خيار أن تكون حكومة " مقاتلة " بالمعنى الإيجابي للقتال, خاصة وأنها تتسنم سدة المسؤولية وسط غبار معركة حامية الوطيس مع تحديات مزمنة جسام لا أقلها الجائحة اللعينة التي تتهددنا والعالم.
تشكيلة الحكومة تشي وكأن مركز القرار الأعلى يقول وبالممارسة لا بالكلمة وحسب , لناقدي ومنتقدي التيار الليبرالي وللداعين لتغيير النهج , لكم الحلبة والمنصة فأرونا قدراتكم لتنفيذ أمرين أساسين في مسيرة الوطن , الأول مواجهة الجائحة وصد خطرها , والثاني إدامة أرزاق الناس وتحسين مستوى عيشهم ومعالجة مصادر الشكوى والتذمر والتشاؤم التي غدت ظاهرة مستفحلة.
من هنا فلا مناص من أن تشتبك الحكومة الجديدة والتي تحوي خبرات سياسية إقتصادية وإجتماعية لا مجال لإنكارها ,مع الواقع المعاش بقرارات جريئة وإجراءات حاسمة تشد أنظار المجتمع للتفاعل معها والتفاؤل بنهجها.
هي حكومة لا تملك ترف التراخي, فالوقت جد حرج, والتحدي يتعاظم, والناس على أعصابها إن جاز التعبير , والإنتخابات التي يفترض أن تشهد مشاركة واسعة على الأبواب , وليس سرا أن سيرة الحكومة ومسيرتها منذ اليوم وحتى يوم الإقتراع , ستكون عاملا حاسما في تحديد زخم تلك المشاركة , فإن أطل التفاؤل العام , زادت المشاركة , وإن إستمر التشاؤم , إنحسرت المشاركة.
مطلوب من الحكومة أن تتكلم حتى نراها , وأن تعمل وتقرر حتى لا نشيح بوجوهنا عنها, وأن تبدأ الإنجاز على الأرض حتى نصفق لها, وبغير ذلك لا قدر الله , فستتلاشى بواقي الثقة بين الشعب والحكومات عموما.
كتاب التكليف الملكي السامي واضح صريح تماما , ولا عذر لأي تردد في القرار أو تخاذل في المهمة أو بحث عن أعذار , والأهم, تجنب فوضى التصريحات والتضارب والتناقض في القرارات . عندها لا أظن أحدا يمكن أن يتصيد وينجح في إصطياد أخطاء هنا أو هناك.
ستجد الحكومة كل التعاون من سائر السلطات , ولا أشك في أن جلالة الملك رأس الدولة قد وجه الجميع بذلك . ويقينا فإن مجلس الأعيان الذي يضم كفاءات عديدة برئاسة القامة الوطنية " فيصل الفايز" , سيحرص كثيرا على إظهار التعاون والتناغم والنصيحة والمشورة للحكومة, أنطلاقا من دوره الدستوري الوطني الذي أعرف شخصيا, مدى حرص "الفايز" على تأصيله وتجسيده حقائق على أرض الواقع , من منظور وطني متميز ومشهود.
قبل أن أختم : نبارك لدولة الدكتور الخصاونه ولزملائه جميعا , ونرغب جدا في أن نتفاءل بهم بعون الله , ونقول لسلفهم رئيسا وأعضاء بارك الله فيكم , أصبتم ثم أخطأتم , وأجركم ونحن معكم على الله , وهو سبحانه من وراء قصدي , هو نعم المولى ونعم النصير . اللهم جنب بلدنا الذي نحب, الفتن والمحن , وأرأف بحالنا يا رب العالمين.