التواصل والتعليم عن بعد مرة أخرى
د. ذوقان عبيدات
13-10-2020 03:06 PM
لقد صار واضحاً أن أعمالاً كثيرة يمكن أن تتم عن بعد، لعلّ في مقدمتها:
- التعليم عن بُعد، والعمل عن بعد، والعزل الصحي كذلك هو طِبٌّ عن بعد، بل وإن عمليات طبية تتم جراحتها عن بعد، كما صار واضحاً أيضاً أن التواصل _ بأشكاله كافة_ يمكن أن يتم عن بعد، وأن التفاعل _ المفقود_ يمكن أن يتم عن بعد، وأن لا أحد يمكنه منع أي أحد من أي تواصل. وبناء على ما سبق، فإن التعلّم والتعليم عن بعد يتطلبان تواصلاً بكل الأشكال المتاحة. وأن التواصل يقتضي اتصال الطلبة بمعلميهم ربما داخل الدوام أو خارجه، بل أطمع في إعطاء الحقوق للطلبة للاتصال بمعلميهم وغير معلميهم في أي وقت يشاؤون.
لكن هناك من يقول: علينا أن نحترم حقوق المعلم – مع أنّي لم أرَ من احترمَ هذه الحقوق!! وأن وقت المعلم مُلكٌ له، وليس لطلبته، وكتبت أن هذا التواصل يجب أن يكون مُتاحًا ومسموحًا به، وإكرامًا لأنصار حقوق المعلم – وهم ليسوا كذلك - يمكن منع أي تواصل شخصي بينهما، وبالتأكيد هناك قيود ومترتبات سلبية قد تنتج عن هذا التواصل، ولكن مع ذلك لا يجوز فرض عقوبات على معلمات ومعلمين يتواصلون مع الطلبة، وهناك حلول وسط: إذا أردنا تجنّب إساءة أو استغلال هذا الاتصال يمكننا التحدث عن:
• يمكن للطلبة الاتصال بمعلميهم ممن يقبلون الاتصال.
• يمكن للمعلم رفض أي اتصال من أي طالب خارج أوقات الدوام.
نحن قدمنا التعليم عن بعد، وأغلقنا منابع التعليم عن قرب، فلماذا لا نفتح كل آفاق التعليم والتعلم عن بعد؟
أعتقد أن كل جهة مسؤولة تدرك تمامًا أهمية التواصل: طلبة، ومعلمين.
وأنّ كُلّا منا حريص على أن يكون التواصل مِهنيّا لا غير، ولذلك علينا تشجيع كل أنماط الاتصال ما لم يرفض المعلم هذا الاتصال.
إنّ الطبيب يزور أي بيت في أي وقت يستدعي، ولم نسمع بمحاذير لدخول الطبيب إلى البيوت في أوقات غير مناسبة.
وبالمناسبة: إذا كان التعليم مِهنة، فإن من واجب صاحب المهنة أن يقدم خدماته لطلب الخدمة في أي وقت!! قالوا: لكن الطبيب يأخذ أجرًا مقابل زيارته، وهذا صحيح؛ لذلك فإن أي خدمة يجب أن تقدم مقابل مكافأة.
والمعلمون لهم الحق في أن يحصلوا على مكافأة يحددون شكلها: خدمة مجانية، أو أخلاقية، أو مادية.
لا يجوز أن نمنع التواصل، بل علينا تنظيمه.