لا يمكننا التعميم على نجاح او فشل عملية التعلم عن بعد وذلك لأنها تعتمد على معايير كثيرة ومختلفة ألا وهي المدرسة التي يلتحق بها أبناؤنا وبناتنا ومدى نجاح المدرسة على تطوير هذه العملية التعليمية الجديدة على الجميع والتي تحتاج الى إمكانيات ماديه تتطلب تطوير وشراء البرامج الجيدة وتدريب المعلمين وتأهيلهم لإعطاء حصص توازي مستوى التعليم الوجاهي.. وبالنسبة لي ربما لم أكن راضية عن التعلم عن بعد في المرحلة الأولى نهاية العام الدراسي الماضي وذلك لاقتصارها على المواد الأساسية على الرغم اني كوكيلة أمر اعتقد ان كل مادة تعطى لأبنائنا وبناتنا هي مادة أساسيه وتتطلب الاهتمام فكيف نريد ان ننشئ جيلا يحترم الموسيقى والرياضة ونحن نعتبر مثل هذه المواد مواد غير أساسيه في عمليه التعلم عن بعد !! اما داخل المدرسة فهي مهمة! وأكبر دليل أن أسماء الفنانين والرياضيين اللذين تركوا بصمة هي أسماء محفورة في التاريخ اكثر من غيرهم والدليل الأكبر في أيامنا هذه كيف ان الرئيس الفرنسي استهل زيارته إلى لبنان بزيارة السيدة فيروز لأن صوت الفن الراقي هو الباقي والمؤثر دوما.

المعيار الثاني هو الطالب والأهل ومدى جديتهم على إنجاح عملية التعلم عن بعد التي فرضت علينا وعلى المدارس والتي لا بد من استغلالها وعدم الاستمرار بلوم المنظومة التعليمية والحكومة لذا لا بد ان نعلم أبناءنا وبناتنا على النظر الى النصف الممتلئ من الكأس وليس الفارغ لننشئ جيلا واعيا متمكنا لمواجهه أي تحديات قد تواجههم في المستقبل وإيجاد الحلول وليس فقط البحث عن الإخفاقات والفشل .

المعيار الثالث هو المعلم المتمكن لأنه يستطيع ان يقوم بإنجاح عملية التعلم عن بعد وذلك باستغلال الوقت الصحيح لإيصال المعلومات الأكثر أهمية وترك المجال للتفاعل البناء مع الطلبة.

نتمنى نحن كأهل ان لا نكون ظالمين لعملية التعلم عن بعد لان مجرد ذكر فشل العملية التعليمية تحبط الكثيرين.. فالنخرج من هذه المقولة المنتشرة في مجتمعاتنا: "نبقى وراء الناجح لنفشله والفاشل لننجحه"!

انا لست محامية دفاع عن أي مدرسة او أي جهة وانما أحاول ان أكون موضوعية واشكر جميع المعلمين والمعلمات واللذين هم أيضا أهالي يقضون الكثير من الوقت والمجهود لتحضير الحصص وانجاحها لتخريج جيلا واعيا مثقفا موضوعيا وباحثا.

لذا التعلم عن بعد بين النجاح والفشل برأي مرفوض لأننا لا نستطيع ان نقول انه نجح لأن التميز ليس له حدود ولا نستطيع ان نقول انه فشل لان النجاح يبدأ بخطوة واحدة فمجرد المحاولة بتطبيق التعلم عن بعد هي انما بداية الطريق للنجاح.

نتمنى من المدارس التي بدأت على طريق النجاح والتميز ان تستمر وتعمل على تطوير امكانياتها اكثر واكثر وعدم الاكتفاء بما وصلوا له ونتمنى من الحكومة ان تدعم عمليه التعلم عن بعد اكثر وعدم الاكتفاء بإعطاء الحصص وان لا يكون الطالب فقط متلقي للمعلومة لان التفاعل بين المعلم والطالب هو أساس نجاح العملية التعليمية.

لنكن دائما متفائليين ولننظر دائما الى الجانب المشرق.
حماه الله وطننا والعالم بأكمله من هذا الوباء
شكرا لكل من يعمل في المجال التعليمي.. إننا واثقون انكم تطورون من أنفسكم من اجل أبنائنا وبناتنا الذين هم نفسهم ابناؤكم وبناتكم.