facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




وَمَضات


د. يوسف عبدالله الجوارنة
13-10-2020 12:06 PM

هلع:
لسانُه يَلهجُ: "أمرٌ دُبِّر بليلٍ، اليومَ خمرٌ وغدًا أمر". يخافُ الليلَ والسُّكون، عاشَ في المدينةِ، والمدينةُ لا ليلَ فيها ولا سُكون. ذهبَ يعملُ في منطقةٍ ريفيَّة، ليلُها مُوحشٌ إلَّا مِن زينةٍ في السَّماء، أَخذَه السَّمرُ في منزلِ زميلِه ذاتَ ليلةٍ، وإذْ خَرجَ تراكَضتْ رِجْلاه عَدوًا، وفي البابِ شاهدَ قطًّا أسودَ، تَسارعتْ دقّاتُ قلبِه، وقالَ من حيثُ لا يدري: (تَعْ بِس)، فاجَأه صدًى يَتَماوجُ: (وإذا ما بَسّيت)؟ ... تراجعَ قليلًا، حَدَّثته نفسُه بكلماتٍ تَرتجف: أمرٌ دُبّر بليلٍ ...، لكنَّ (البِسَّ) انسحبَ إلى الوراء.

سُلوك:
"أحدثتَ سلوكًا خطأً"، قالتْ لأبيها بنتُ الثَّامنةِ وهما يَتنسَّمانِ هواءَ عليلًا حذاءَ البحر. راحَ يُلملمُ نفسَه، تَجاهلَ الوَخْزةَ، ومضى يُحدّثُها عن الليلةِ المُقْمرةِ وجَمالِ البحرِ يُعانقُ القمر. تَركتْ يدَه، وقَفَلتْ تَرفعُ كوبَ شايٍ ألقاهُ في المساحةِ الخَضْراء.

( _ رئيس ):
حضر رئيسُ جامعةٍ إلى مدينةٍ مشاركًا بأحد المؤتمرات، عُرفَ خبرُه، فانهالَ عليه بعضُ الأساتذةِ من الجاليةِ مِمَّن يُجيدون التَّحيَّة، وعَزْفَ الألحان، وفنَّ الرَّقص، حتّى خرجَ بعضُهم في التَّزلّف إلى (حظيرة) الانبطاح. رافقه أحدُ أقربائه في جولةٍ سياحيَّة، فقال له: يا بنَ أخي –وليس ابنَ أخيه- لم يبقَ شخصٌ مِن (المُطبِّلينَ) إلَّا سألني حاجة. أرادَ السَّفر، وعَزمَ أنْ يَذْهبَ به إلى المَطار، أبى أحدُ (المُحتاجين) إلّا أنْ يُرافقَه بنفسه، فاستجابَ عطوفةُ الرَّئيس، استاءَ منه قريبُه، ربَّتَ على كَتِفه، وقال: (كلب؛ خلينا نمشي معاه).

اسْتِجْواب:
دَلف عُشّ الهناءِ مُدرِّس، وراح يَغيبُ؛ مَرّة يُؤثرُ السّلامةَ فيُعلمُ ويُخبِّر، وأُخْرى يَتثعْلبُ طَبعًا فيَكتمُ ويُصعّر. انكشفَ أمرُه، ذاعَ في المكانِ سِرُّه، طارَ على الألسنةِ ذِكرُه، ووصلَ الخَبر، وعُرِف الأَثَر، فصارَ إلى سؤالٍ وجوابٍ، وغدا في مساءلةٍ واستجواب. قعدَ ملومًا محسورًا، بعدما آلَ خبرًا منشورًا، ويَصلى التّحقيقَ مذمومًا مَدحورًا، فما عادَ اليوم منصورًا، ولا بَقي حِجابُه مستورًا؛ فكتبَ غيرَ قَلقٍ:
سيّدي العميد، لقد مَلكتْ هذه الأيّامُ عليَّ مشاعري وقَلبي وأَحاسيسي .. إنَّ جسمي كما علمتَ بأرضٍ، وفؤادي ومَالكيه بأرضِ.
أغلقَ الجوابَ، ودفعَ به إلى الدّيوان. لحظات؛ يُستدعى إلى الإدارة، دخلَ مكتبَ العميد، رآه يَضحكُ بملءِ فيه ... استبشر خيرًا.

حياء:
تَحدَّث لطلَّابِه عن الغزلِ العُذريِّ الموسومِ بالصّفاء والنَّقاءِ والعِفَّة، وفيما تَراسمتْ علاماتُ الرِّضا والقَبول على مُحيَّاهم، وقفَ طالبٌ تَغيَّا -بقلَّة أدبِه- أنْ يُلوّثَ حياءَ الأستاذِ العالِم، حياءً أشدَّ مِن العذراءِ في خِدْرِها، وأنْ ينتقلَ بالطُّلابِ إلى سينما لحضورِ "فيلم"، فاستأذن:
- قرأتُ عن "كُثيِّر" أنَّه باتَ ليلةً في خدْرِ "عَزَّة"، لكنَّه لم يفعلْ شيئا!
- صمتَ .. تَصبَّبَ .. حَلُمَ ..، ثمَّ قال: انصرفْ، اُخرُج من القاعة.

فصحى:
سمعَ في صالةِ البيت، حركةً غيرَ اعتياديَّةٍ، فيها وَشوشةٌ ودَوران، وصَفعةَ خَدٍّ قويَّةً. راحَ يُراقب، وإذا بصغيرٍ يُعيدُ مَشهدًا في فيلمِ "الرِّسالة"، بين عمِّ رسولِ اللهِ حمزةَ وأبي جَهلٍ عند الكعبة، فاجأه إذْ فَرغَ: ما تفعلُ؟ فأجابَ بدهشةٍ: أتعلَّمُ الفُصْحى يا أبي.

صَوْت:
ذاتَ مساءٍ، "تَذكَّرتُهم، فَصبَّرتُ عيني، أغدًا يكونُ اللقاءْ، فزادَ حنيني". صوتٌ كأنَّه "العادياتُ ضَبحًا"، "المُورياتُ قدحًا"، أثارَ فيه وَجعًا، وأيقظَ حنينًا، وجَمعَ قلبَه بين حَناياه والضّلوعِ؛ فكَواه بَعثرَه بَدَّده شَتَّته شَعَّثه شَرذمَه شَرَّده (بَعْزَقَه)، وقد يُشظّيه يُمزّقه يُفرِّقه يُقَسِّمه يُوزّعه يُضيِّعه، هذا إذا ما أبادَه وأفناه ..! لكنَّه خشعَ لخبايا النّفس، وجادتْ بماءِ الشَّوقِ عيناه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :