أما وأن حكومة الدكتور بشر الخصاونة ظهرت للعلن فيجب أن نبدأ حكمنا عليها من ناحية شخوصها فالرئيس جاء من الديوان الملكي الهاشمي ومن موقع قريب جدا من جلالة الملك ما يعطيه قوة وثقة وخبرة لم تكن موجودة عند بعض من سبقوه لرئاسة الحكومة ونحن بحاجة كبيرة الآن لفكر الملك في التعامل مع الوضع الحالي الذي اجتمعت علينا به كورونا والاوضاع الاقتصادية الصعبة والوضع السياسي الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية بعكس ثوابت الأردن الراسخة التي بنيت على معتقد إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس بالإضافة لكون الرئيس صاحب خلفية سياسية وقريبة من فكر الناس وقواعدهم ويشبهنا إلى حد بعيد.
إن المطلع للوهلة الأولى على تشكيلة الحكومة يستطيع وصفها فورا بأنها تكنوقراط سياسي جمعت بين أصحاب خبرة سياسية طويلة واقتصادية مهمة وبيروقراطية إيجابية وشباب بفكر جديد وعصري ومن المهم أيضا أن هؤلاء الوزراء جميعا ليس بينهم وبين الشارع صدامات اجتماعية ولم يعرف عنهم التعالي على الناس أو العمل لمصالح شخصية ضيقة أو أجندات، لذلك فإن المرحلة القادمة تتطلب منهم الاستمرار بما عرف عنهم والقرب من الناس والتماس حاجاتهم التي فاقمتها الجائحة والانفتاح الحقيقي على الإعلام وعدم تقييد الحريات واللجوء لإسكات الأصوات الوطنية العاقلة في مقابل دعم متنفعين مرتزقة لم يعني لهم الوطن إلا بقدر ما استفادوا منه وكذلك كف يد بعض المسؤولين عن تكميم أفواه الناس الذين عوقبوا فقط لأنهم قالوا الحق في وجه من تنمر عليهم وقطع أرزاقهم وهمشهم
إننا بالفعل أمام فرصة حقيقية لإصلاح ما تم تخريبه وللنهوض باقتصادنا من جديد والعمل على تشريعات حقيقية تدفع مسيرة الإصلاح السياسي الذي توقف قبل أعوام والسير بخطوات شجاعة لتنفيذ ما ورد في أوراق جلالة الملك النقاشية التي لم نسمع حديثا عنها من الحكومة في الفترة الماضية
أدعو دولة الرئيس أن يتسع صدره للنقد فهو حاصل لا محالة وأن يعلم أن الأردنيين يدعمون ثقة جلالة الملك به وسيطيعون دولته ما أطاع الله فيهم.