لافتات المرشحين في شوارع الأردن جميلة وصور متقنة وهذا ضروري لأن الناس لن تقرأ الشعارات والوعود فالثقة معدومة بكل الكلام المعسول. انتخابات جميلة تعطي سمعة خارجية بأن كورونا البعبع العالمي لا يخيف الأردنيين فها هم يمارسون ولو صوريا "ديموقراطية تحرض عليها الدولة وتستجيب لها كل الأحزاب من الشيوعي إلى الإخوان إلى البعث فضلا" عن الأحزاب التي صنعتها زعامات أو جهات لإغراق المشهد وزيادة الألوان في اللوحة السياسية.
لكن المدققين والشكاكين مثلي يوغلون في الظن الذي بعضه إثم ، يتكؤون على الجزء الآخر من الظن بأنه ليس إثما" بل فطنة لها شواهد تؤيدها ، حيث يخلص الشكاكون إلى أن المقاعد في غالبها موزعة مسبقا" ، وأقول غالبها لأنه لا بد من هامش للمقايضات مع من تصنفهم بعض الدوائر بأنهم أعداء استراتيجيين كالشيوعي والبعثي والاخواني .فهؤلاء لا بد لهم من مقاعد حسب الصفقة التي يمكن الاتفاق عليها مسبقا".
فالشيوعي سيغني في عبه اذا نال مقعدا" حيث ستكون نسبة نجاحه أو تنجيحه خمسين في المائة ، ووجوده ضروري لانه سيكون جزءا" من حائط الصد ضد الإسلامي ، وكذا الأمر بالنسبة للبعثي حيث تتطلع الدولة لتحسين العلاقة مع سوريا فربما نحتاجها الدولة ليكونوا رسل سلام مع دمشق كما رأينا في البرلمان السابق . كما إن الإسلامي لا بد من وجوده لانه رقم صعب ولكن لا بد من قص أجنحته تحت حجة إغراق بعضهم لبعض وحجة الانقسامات العمودية التي وقعت لهم . وإن ترشيحهم لخمس وثمانين شخصا" يفيد في رفع نسبة الاقتراع دون الطمع بنصف هذا ولا ربعه ولا سدسه بل في أحسن الأحوال سيتم تمرير عشرة يتم انتقاؤهم بعناية ، منهم نساء تمت تجربتهن فكان لهن أداء جيد لكنه غير مزعج.
والعدد المرشح الكبير له فائدة داخل التنظيم ليقال إننا حاولنا أن نكون الأغلبية كي ننفذ برنامجا" للإنقاذ، وبنفس الوقت فيه تلبية لعدد من أبناء التنظيم الراغبين في تجربة حظهم في هذه الانتخابات . أما حواشي المرشحين فتتم المفاضلة بينهم حيث تستوي مواقفهم عند الدولة فقد يُحجب شخص من باب أن يتيح المجال لمتطلع جديد . وقد يتم إيصال شخص تلبية لإجماع عشيرته . ولا بد من تمكين المرأة في البرلمان كما تم تمكينها في القضاء فكل امرأة من النواب السابقين كانت ذات أداء مريح للحكومة فرصتها واردة.
في كل الأحوال الشعب ينتظر تغير الأحوال الصحية والاقتصادية ولا يرجو الكثير من النواب الذين سيستمر المنحنى البياني لهم في الهبوط لحين تقرير صاحب الأمر أن تكون انتخابات حقيقية لا صورية.