امام دولة الرئيس المكلف الدكتور بشر الخصاونة جملة اختبارات يضعها امامه الشارع، والاوضاع السياسية والاقتصادية، الداخلية والخارجية، ومطلوب منه ان يجتاز هذه الاختبارات على وقع ارثٍ ثقيل مدور من الحكومات السابقة، والتي خلفت انطباعا شعبيا بإن بعض هذه الحكومات كانت هي جزء من الازمة ،بدلا من ان تضع الحلول ، وبالتالي فإن الارث سيكون عبء على الحكومة القادمة.

اولى الاختبارات التي اتحدث بها في مقالتي هذه ستكون في تشكيلة الحكومة الجديدة، والتحديات كثيرة، فالتقليد الاردني في التشكيل يعتمد على المحاصصة الجغرافية وتمثيل المحافظات بنسب متفاوته، وغياب هذا العرف سيحدث استنكارا ويضع الحكومة في مرمى النار للطرف الغائب، ثم سيكون على الرئيس موازنة اذرع الحكومة واجنحتها، وترتيب الكراسي لنائب الرئيس او الرجل الثاني والثالث فيها، بعدها تدخل معادلة التشكيل في اضافة وزراء سياسيين واقتصادين وتكنوقراطين، لا تحمل سجلاتهم ما يناكف الشارع من ملفات وشبهات الفساد او التصريحات، وليكون التفاعل منطقيا في معادلة التشكيل فإن استشراف العلاقة مع السلطة التشريعية قيد التشكيل لهو تحدٍ رئيس ، وكل ذلك مطلوب من شخص الرئيس الذي يشاور مجلس الاعيان ورؤساء سابقين وشخصيات ورجال دولة.

اختبار التشكيل تحدٍ يقف امام التحديات السياسية والاقتصادية، وبالتالي فإن هوية الحكومة المطلوبة سيكون له اثره على شخوص المشاركين فيها، واعتقد ان شخص الرئيس يستطيع الجمع بينهما بعيدا عن النظريات، وشخصية الرئيس جامعة ما بين السياسة والاقتصاد من خلال عمله الى جانب جلالة الملك مستشارا، وعمله في السلك الدبلوماسي الجامع لكل الاختصاصات، ولكن الحكومة فريق يحتاج ان يكون جسدا واحدا او على الاقل فريق اقتصادي، واخر سياسي يتقاطعان في العمل على ترتيب الاولويات والاستجابات للتحديات بعيدا عن مدارس الفكر المحافظ او الليبرالي.

تشكيل الفريق الحكومي يحتاج الى شخوص وذوات وطنية فكرا وانتماء، يمتلك مظلة مجتمعية تحترم تاريخه وتثق بقراره، قامات تشعر بالمواطن تعمل على انسنة القوانين والأنظمة، وليس محاسبين، يعوضون الخسائر والاضرار بحلول على حساب المواطن، بل عليهم ان يتوسعوا في مظلة الحماية الاجتماعية التي تلتفت الى الفقر والبطالة.

دولة الرئيس ..
ثقة جلالة الملك عظيمة ، وامانتك ثقيلة، ومهمتك كبيرة، سندعو الله ان يعينك، وندعوه سبحانه ان يحفظ اردننا من شر البلاء والوباء .. وباء الشللية والفساد وان تكون بشر البشائر بالخير للاردن.