دولة الرئيس، لعلي بدأت بمخاطبتك بلقبك الجديد وذلك لتذكيرك ربما بما يترتب على اللقب من استحقاقات وواجبات وربما لاننا كشعب بات موضوع تداول الموقع لديه مجرد تناوب على اللقب وربما لاسباب اخرى قد تشرح الايام والاسابيع والشهور القادمة حيثياتها المرتبطة جوهريا بأما بعد وما بعد التكليف وحيازة اللقب.
ولان ذاكرة الاردنيين يا دولة الرئيس جيدة جدا وبات توثيق الوعود ومدى الانجاز لدينا سهل جدا مع ادوات التكنولوجيا الحديثة وتوفر الانترنت وشفافية التقارير الغربية فانه من المهم ان تبقي في ذهنك ان الاردنيين مرهقون جدا، متعبون جدا، وقد سئموا لا شك من كل شيء يتعلق بسلوك الحكومات ووعودها وبرامجها النظرية والتي ما حققت لهم الا مزيدا من الديون وفوائدها، مزيدا من قمع ومصادرة الحريات، ومزيدا من القلق واللايقين بمستقبلهم ومستقبل ابنائهم.
تعلم يا دولة الرئيس اننا كاردنيين لا نطمح الا بحكومة ذات ولاية عامة ، ذات ارادة وقرار، نهجها الشفافية والصراحة، الاعتماد على الذات والبناء على ما بقي لدينا من ميزات تنافسية هذا ان بقي شيء، براجماتية وبراجماتيتها قائمة على تحقيق منفعة الشعب لا اقليات السلطة والنخب المتكرشة والمتموضعة في مفاصل السلطة والقرار؛ حكومة تكون اولوياتها تشابه تماما اولويات الغالبية من الاردنيين ويكون برنامجها سياديا غير مرتبط بنصوص وتعليمات جاهزة من جهات تعلمها جيدا، حكومة يكون برنامجها واقعيا مبنيا على خصائص السياق الاردني والاردني فقط ويكون برنامجها واقعيا بمعنى القدرة على قياس مدى الانجاز فيه، ويكون مبتغى برنامجها تحقيق اهداف كلية لا جزئية مبنية على مصالح فئات قليلة، بمعنى حكومة تحقق الخير الاعظم للمواطنين او غالبيتهم.
دولة الاخ، الاردنيون فقدوا معظم الثقة ان لم تكن كلها في حكوماتهم والمؤسسات المنبثقة عنها، ولعلك تدرك ذلك جيدا وانت كنت نشطاً على مواقع التواصل حتى ايام قليلة مضت وكنت ترى بام عينك كمية التعليقات التي تعكس الاحباط العميق والمتراكم والثقة المفقودة والتي تحتاج جهدا مركزا منصبا على الداخل الاردني لا ترتبط شؤونه بارادات دول عربية او اقليمية تقاتل كي تتسيد الاقليم وتفرض استعمارا جديدا مبنيا على المال والاعلام الفاسد.
دولة الرئيس: ساكتفي بالقول ان كتاب التكليف وفي اخره اشار الى تركه مطلق الحرية لك لاختيار من تراه مناسبا واهلا للثقة والامانة ومن باب الحرص على قدرتك على عكس الايجابية ونشرها فان هذا الامر سيكون المؤشر الاعمق على قدرتك على معالجة ما ذكره كتاب التكليف والذي ان طبق كما يجب ودون تنازعات مراجع القرار وتدخلات الغرف المغلقة فانه ربما يكون حجر الاساس لمرحلة جديدة في معالجة المعضلات الاردنية.
اخيرا يا دولة الرئيس وانت خريج جامعات نحترمها فاني ادعوك كمواطن اردني لتطبيق ما تعلمته عند تشخيص تلك المعضلات والمشكلات بردها الى اصولها وتحديد جذورها وعوامل تفاقمها قبل تقديم الحلول والا فان العلاجات كل العلاجات المقترحة لن تكون الا أسوأ من الداء نفسه والتاريخ قديما وحديثا في سياقنا الاردني شاهد ومليء بالدلالات القطعية.