facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




كمامتك على ذقنك!


أ.د. أمل نصير
08-10-2020 08:03 PM

كثرت التصريحات في الآونة الأخيرة داخليا وخارجيا حول أهميه وضع الكمامة إذ باتت هي والتباعد الجسدي والاجتماعي حسب رأي عدد كبير من الأخصائيين أهم من المطعوم الذي ينتظره العالم بفارغ الصبر للخلاص من جائحة كورونا، ورغم تواضع كلفتها إلا أن كثيرا من الناس لا يضعونها بدءا من المسؤولين وانتهاء بالمواطنين، ولعل الملفت في أمرها أيضا هي آلية وضعها عند كثير من الناس إذ غالبا ما توضع على الذقن، وكأني بواضعها يفعل ذلك تأدية لواجب او خوفا من المخالفة أو أنها مجرد عادة دون أدنى اقتناع او حتى معرفة بالغاية منها، والغريب في أمر عدد من واضعيها أنه ما أن يبدأ بالحديث مع الآخرين حتى يقوم بخلعها او يضعها على ذقنه متجاهلا أن الغاية منها هي فلترة الفيروس ومنعه من الوصول إلى الآخرين بواسطة الرذاذ المتطاير من الفم والأنف عن طريق العطاس او السعال او التحدث او التنفس؛ لأن الفم والأنف هما مكان تجمع الفيروس؛ أي أن المطلوب تغطية الأنف والفم تغطية تامة، وعلينا تقليل الحديث مع الآخرين ما أمكن لتخفيف الحمل الفيروسي بعدما ثبت أن انتقال فيروس كورونا وغيره ينتقل عبر هذين العضوين بشكل خاص.

أما إذا أشعرت أحدهم بضرورة لبس الكمامة بصورة صحيحة، فسرعان ما يدافع عن نفسه بأنه غير مصاب، وهو يضع الكمامة لغاية او لأخرى ما عدا الغاية التي توضع الكمامة من أجلها متجاهلا ما يسمعه من أن انتشار الفيروس بات مخيفا، وأنه المنحنى يصعد بصورة كبيرة، وأعداد المصابين والوفيات في تصاعد واضح، وأن النظام الطبي معرض للانهيار، كما أنه يتجاهل أن بيننا مصابين ينقلون الفيروس دون أن تظهر عليهم الأعراض، وحتى أنهم لا يعرفون بإصابتهم.

مع كل ما يبثه الإعلام على القنوات الفضائية من تغطية للجائحة وأخبارها وتحذيراتها... إلا أن بعضه مسؤول عن عدم لبس الكمامة أو وضعها بصورة خاطئة، فبرامج الحوار غالبا عن قرب وبدون كمامات، وبدون تباعد كاف رغم التأكيد على ذلك في الحوار ذاته، مع أن الحوار عن بعد متوافر ولا يقل شأنا أو إقناعا، وأما إجراء المقابلات مع الناس في المناسبات المختلفة، فهو أكثر غرابة وخطورة، فعند بدء الحديث يضع المتحدث الكمامة على ذقنه أمام الميكرفون الذي هو غالبا هو مغطى بقطعة اسفنجية او ما شابه؛ مما يصعب تعقيمه علما بأن ينتقل من متحدث إلى آخر!

إن معركتنا مع الوعي لا تقل خطورة عن معركتنا مع الفيروس وليس أدل على ذلك قصة السائق الذي اشترى عددا من الكمامات يوزعها على الركاب، ثم يأخذها منهم عند وصولهم؛ ليوزعها هي ذاتها على غيرهم من الركاب الجدد خوفا من المخالفة!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :