أؤيد الرئيس ترامب في واحدة فقط!
د. عصام نجيب الفقهاء
08-10-2020 02:59 PM
لقد سخر بعض حملة الشهادات العليا من دعوة الرئيس الأمريكي ترامب لإعطاء وزن للتوظيفية أكثر من مجرد الحصول على الشهادات، ولو كانت من أرقى الجامعات. وهم لا يعلمون أنه يدعو بذلك إلى نبذ التعليم التلقيني وبث المعلومات، الذي يشكل مجرد خسارة للطاقة المعرفية من جانب المعلم، إذ يستنزفها من حصيلته الإدراكية المعرفية باعتباره سلطة معرفية وحيدة في البيئة التعليمية التعلمية. كما أنهم لا يعون أنها دعوة للتخلص من التعليم التوليدي، الذي يزيد الارتباط بين المتعلم ومادة التعلم، ومن ثم البناء على الحصيلة المعرفية المتجمعة لدى المتعلم. إن الدعوة إلى التخلص من النمطين التلقيني والتوليدي مبنية على أساس أنهما يزودان المتعلم بقوة وظيفية تمكنه من أداء وظائف محددة في سوق العمل، وهو ما كان يتطلبه العصر الصناعي.
تتركز دعوة الرئيس ترامب على التمسك بنمط التعليم التحويلي ، الذي تأخذ عملية التعليم في مطلع القرن الحادي والعشرين طابعه، فهو يمنح المتعلم قوة وظيفية، بالإضافة إلى قوة اجتماعية، ومعرفة شاملة باستراتيجيات التفكير بشكل عام، وفهم تام لاستراتيجيات التفكير النظمي بشكل خاص. وييسر ذلك للفرد القدرة على بناء المستقبل الذي يريد.
على المسؤولين عن النظام التربوي الأردني أن يعوا أن التعليم العالي في القرن الحادي والعشرين يواجه خمس تحديات، وتتمثل بالتركيز على الخبرات التعليمية المصنفة ضمن أعلى سلم الخبرات، واتباع استراتيجيات التعلم التي تركز على مجموعة الدارسين بدلاً من التركيز على المعلم ، والموازنة بين تفريد التعليم وأتمتته وأساليب التعليم والتعلم، واتباع منهجية التعليم الشامل ضمن التعليم .
وعليهم أن يفهموا أن أبرز ثلاث عوامل تعيق إمكانية رسم معالم صورة واضحة لما يمكن أن يكون عليه الوضع في المستقبل، هي التسارع المعرفي والتقني، والميل للتكتل والاندماج في النشاطات الاقتصادية، والتحول الديمقراطي. وعلى الرغم من كل ذلك، فإن من الواضح أنه لا بد من مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين باتباع سياسات محددة، وإيجاد حلول مناسبة لإشكاليات متعددة يواجهها الأفراد والمجتمعات ، مثل الهوية الوطنية في مقابل النظام العالمي، والأصالة في مقابل المعاصرة، والتنافس في مقابل تكافؤ الفرص، والوقوف على استراتيجيات التفكير التي يتبعها الناس، ومحاولة ربطها بأنماط الشخصية واحتياجات العصر، ومحو الأمية المتعددة التي تتضمن المهارات الحاسوبية، والجوانب العاطفية، والثقافية، والبيئية، والنظمية.
فهلا قام المسؤولون عن النظام التربوي في بلدنا بالدعوة إلى لاتباع نمط التعليم التحويلي اللازم لمواكبة متطلبات العصر، وذلك بالتركيز على الجوانب الأدائية لكافة العلوم.. !!