ومن مقاتل الحكومة المستقيلة، وقوع رئيسها الصديق المحترم في احبولة سوء الاختيار والتوهم وسوء تقدير قدرات بعض من اختار من الوزراء والمسؤولين !
وان التعديلات الاربعة التي تمت، والتعديل الخامس الذي كان الرئيس يتطلع اليه، هي الدليل الدامغ على ذلك.
ومعلوم ان سوء الاختيار وكثرة التعديلات تعطينا فريقا وزاريا ليس فيه التجانس والتوافق وروح الفريق القادر على اتخاذ قرارات متزنة متوازنة.
نحن في معركة وطنية ضارية مع الوباء ومع قدرتنا على الالتزام والانضباط، خسائرنا فيها مرشحة للارتفاع الحاد الشاقولي، مما يستدعي رئيسا وفريقا وزاريا وعرا خشنا صلبا، متناسبا مع وعورة وخشونة وصلابة المرحلة التي نواجه فيها تحديات غير مسبوقة الآن وفي مقبل الأيام.
باختصار حالتنا بدها زلم قصّامة !
بعض الوزراء ابناءُ مدينة «مدينيون» جدا، اذا تركناهم وحيدين في الطفيلة او في هام او في المظلومة او في بير ابو دنة او في عيرا ويرقا، «بنقطعوا» ولن يتمكنوا من العودة الا باستخدام خرائط جوجل GPS او مستعينين بالدفاع المدني. والاستعانة بصديق من نفس التركيبة لا تفيد.
ومن نافل القول ان الظروف القاهرة تستدعي مسؤولا «مدعوكا» خشنا من عمق الشعب «حراث ابن حراث»، وليس ابن الطبقة الناعمة المنغلقة المنفصلة نفسيا وثقافيا وماليا عن الشعب.
وان اولى وابسط مؤهلات المسؤول، أن يعرف جغرافية الوطن الأردني وان يعرف حاجات مناطقه.
وان يكون متصلا بالمواطنين هدف التخطيط والتنمية، يعرف أحوالهم وقدراتهم على التحمل والعطاء.
ان سوء اختيارات الرئيس، لا يؤذي البلاد والنظام والعباد فحسب، بل يؤذي الرئيس نفسه. ويقضم من سمعته ومن رصيد شعبيته، فيدوخ ويغرق في معالجة مشكلات سوء الاختيار التي كان في غنًى عنها.
حينذاك سيضطر الرئيس الى حمْل الوزراء والمسؤولين الذين من واجبهم ان يشيلوا الحِمل.
في حين ان الأصل ان ينعم الرئيس بمزايا ومخرجات حسن الانتقاء، فيتفرغ للتخطيط وقياس الاداء والانفتاح على الناس.
الدستور