facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




أي "نخب" هذه !!


شحاده أبو بقر
05-10-2020 09:21 PM

يعج الأثير الأردني الطاهر في هذه الأيام, بتسابق محموم بين من يسمون أنفسهم نخبا وبعضهم ما هم بنخب, للحظوة بنصيب من وزارة أو أي منصب شاغر أو قد يطاله التغيير مثلا.

هذا "والله" هو الحال المائل بشحمه ولحمه, عندما يتنافس ويتسابق الكثيرون في الترويج لأنفسهم بمنصب, والهدف الأسمى وهو خدمة الأردن وشعبه المكلوم حتى في لقمة عيشه, ما له من وجود عندهم قط, وإنما هو عشق المناصب لزوم الوجاهة وحمل الألقاب والتعالي الفارغ على القوم, وكفى الله المؤمنين القتال.

هذا واقع مؤلم ومقزز لا بل حتى ومحزن, عندما يكون الأردن رهينا للأزمات وشعبه الطيب البسيط صابرا مصابرا, فتظهر "نخب" زائفة تجوب الأرجاء وتجهد وتجاهد في الوساطات والترويج بحثا عن مناصب زائلة على حساب عذابات الأردنيين وفقرهم وشقائهم وكورونا.

نفر يريدون النيابة من أجل النيابة وحسب, ونفر يريدون العينية من أجل بريقها وحسب, ونفر يريدون الوزارة من أجل الوزارة وحسب, ونفر يتمنون منصبا ما, من أجل كرسيه وحسب, وعلى نحو يبدو الأردن فيه كما لو كان حكرا عليهم وحدهم, وقسطا من تركات آبائهم والأجداد.

الحق ليس على هذا النمط من البشر الذين لا يرون في الأردن الغالي سوى بقرة حلوبا يتبادلون إلتهام الضرع منها في ما بينهم وحدهم ,يتداولون المناصب والمغانم وحدهم ويورثونها من جيل إلى جيل, الحق والملامة هو على من يأخذون بأيديهم ويزكونهم لنقرأ في اليوم التالي أسماءهم ونسعد بمشاهدة صورهم وقد كتب المهنئون لهم تحتها "بكم تزهو المناصب"!.

بحكم خدمتي الطويلة وأجري على الله وحده لا على أحد سواه, أعرف الكثيرين من هؤلاء الجاهزين دوما للتسابق غير النظيف على المناصب والمكاسب, وبعضهم ما يزال يتقلب من منصب لآخر, ومنهم من مؤهله الوحيد هو إقصاء وتشويه سمعة وكفاءة ووطنية الأنقياء الأتقياء, وأتذكر أنني إستحلفت مسؤولا كبيرا سابقا ذات مرة في جلسة خاصة بيني وبينه, وقلت.. أستحلفك بالله وأنت دائم الحديث عن الكفاءة والعدالة والمساواة وضرورة إختيار قيادات كفؤة للإدارة الأردنية, هل فلان الذي دعمت وصوله للتو إلى منصب متقدم أهل لهذا المنصب وأنت تعرفه حق المعرفة وعن قرب, صمت الرجل برهة ولاحظت التأثر في محياه وقال "ما بدي أجاوب", وطبعا لا تعليق!.

الأردن دولة, الأردن وطن, الأردن مؤسسات, الأردن شعب قوامه عشرة ملايين إنسان, الأردن تاريخ وتضحيات ومستقبل, الأردن مثقل جدا بالهموم والديون والفقر والأزمات المحلية والإقليمية والدولية, والأردن ليس "جورعة" ولا هو حالة طارئة, ولا هو منهبة يتصارع القوم على إقتناص الغنائم منها بأي ثمن!!!.

يطول الكلام وجله إن لم يكن كله "سم بدن", والخلاصة أن البوصلة لا تبشر بخير ما دام هذا هو حالنا, عندما يختصر وطن بحجم تاريخ الأردن وتضحياته, بالحظوة بمنصب لمن لا يستحقون, من فاقدي الكفاية والقدرة على الإبداع وقيادة الرجال والإخلاص للوطن وللقسم, وأعرف الكثيرين منهم ممن يجيدون فن النفاق لمن هم أعلى في مستويات المسؤولية, والعجيب أنهم بوجهين وبقناعين, واحد جميل عند لقاء المسؤول, وآخر قبيح بمجرد إغلاق الباب خلفه مغادرا مكتب ذلك المسؤول.

يا أردن.. لك الله القادر على لجم سائر أولئك الباحثين عن المناصب لهم وحدهم لخدمتهم هم, لا لخدمة قيمة عظمى إسمها "وطن".

وأختم بالقول, يا حيف على رجال تلك هي إهتماماتهم وليس في أذهانهم أنك الأردن الصابر المصابر بكل من فيه من غلابى القوم وفقرائهم ومحروميهم ومعذبيهم الذين وبطيبة خلق الله العظيم يهنئون هؤلاء قائلين لهم بنفاق بسيط محبب " بكم تزهو المناصب ", متوهمين أن هؤلاء جاءوا لخدمتهم ورفع الحمل عن كواهلهم والإرتقاء بالبلد ومداواة جراحه . لا حول ولا قوة إلا بالله , وهو وحده من وراء قصدي , وللحديث بقية وشجون إن بقي في العمر بقية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :