ليس غريبا ولا مستغربا ،ان يخيم هذا الحجم الهائل من الألم والحسرة على مشاعر الأردنيين، ملكا وشعبا حزنا على وفاة امير الخير والإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه هذا القائد العروبي النقي الذي عايش قضايا الامة بكل تفاصيلها وكان خير داعم ومساند لاشقائه.

العرب ،وخير مدافع عن وحدة الصف العربي وتفعيل العمل العربي المشترك، وكان يشعر بالالم والحسرة عندما تتعرض العلاقات بين اي بلدين عربيين لاية عوائق او خلافات ،ليس غريبا ان يخيم الحزن على أجواء الاردنيين، وان يعلن الديوان الملكي الهاشمي الحداد وتنكس الاعلام وتقطع معظم وسائل الاعلام الاردنية من إذاعة وتلفزيون برامجها وتكتفي بتلاوة القران حدادا على روح الفقيد الكبير، وتفرد الصحافة الأردنية مساحات واسعة وبارزة من صفحاتها للحديث عن مناقب الفقيد وليس غريبا ان يؤدي الاردنيون في مساجدهم صلاة
الغائب على روح فقيد الامه ،وهذا الامر يتجاوز حدود العلاقات الدبلوماسية التي تسود بين الدول على الصعيد الرسمي الى وحدة بين الشعوب وتوحيد مشاعر الحزن بينها وهذا يدل على ما يحظى به الفقيد الكبير من محبة ومكانة في قلوب الأردنيين وهو الذي لم تنقطع سبل التواصل بينه وبين جلالة الملك على الدوام، مما انعكس على توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين، عندما تزور الكويت وهذا ما لمسته على ارض الواقع وتتجه الى ديوانيات الاشقاء هناك تشعر بحميمية العلاقه ونقائها وحجم التشابه الكبير بين الشعبين الشقيقين في الكثير من العادات والتقاليد والطيبة والصراحة والبساطة العلاقه الاردنيه الكويتيه تمثل انموذجا فريدا وشراكة استراتيجية وأرسى دعائمها قيادتا البلدين وجسدها وسار على خطاها ابناء الشعبين الشقيقين وهي تجسيد حي للعمل العربي المشترك، عدا عن ارتباط البلدين الشقيقين في اتفاقيات ثنائيه تعزيز مسيرة العلاقات بينهما في المجالات السياسية والبرلمانية والثقافية والإقتصادية والتعليمية والصحية والإعلامية، فالكويت تحتضن اعدادا كبيرة من ابناء الجالية الأردنية، ويحظون بكل احترام وتقدير وهم على مستوى عال من الكفاءة والاخلاص في خدمة الكويت الشقيقة، كما أن الاردن يحتضن اعدادا كبيرة من ابناء الكويت الدارسين في الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة اضافةالى ان حجم الاستثمارات الكويتية في الاردن هو الاعلى بين الاستثمارات الخارجية، كل هذا يجسد عمليا حجم ومتانة العلاقات الاخوية التي تحرص القيادتان في البلدين الشقيقين على تعميقها وترسيخها لتمتد جذورها الى تنمية وتقوية العلاقات بين الشعبين الشقيقين.