للأسف أن كثيراً من الناس لا ينضب عن كيل النقد لابل والنقد الجارح أحياناً للطرف الآخر أياً كان مسؤول أو شخص أو مؤسسة ، وبدون أن نتواضع لطرح السبب أو نقدر ظرفه إن كان غير مصيب في إحدى الاجتهادات ، وننسى أو على الأرجح نتناسى أو قد نتعمد إغفال نجاحاته في حالات أخرى كثيرة، ضاربين عرض الحائط مراعاة الظروف القاهرة التي قد تكون أدت إلى إخفاقه في موقف معين، - والتي قد نكون نحن سببها بعدم التزامنا كما هو الحال في أزمة كورونا -وكما ورد في الحديث الشريف " التمس لأخيك عذراً " أو كما يقول إحسان عبد القدوس " اسألوا الظروف لا تسألوا الناس ".

مضت عدة شهور والأجهزة المعنية بكافة كوادرها توصل الليل بالنهار بلا كلل أو ملل وهي تبذل قصارى جهدها في سبيل درء أو تخفيف حدة جائحة كورنا عن بلدنا ومجتمعنا ، وتعد العدة لتهيئة جميع الظروف المستقبلية في حال تطورت إصابات الجائحة ، وقد نجحت في ذلك بتهيئة مستشفيات ومختبرات جديدة وتأهيل كوادر متخصصة في جميع المحافظات، علاوة عن أنها مادئبت تدعو وتوجه وترجو بالترغيب وأحياناً بالترهيب بأوامر الدفاع إلى الالتزام بالتعليمات الوقائية من المرض ، وهي تعليمات بسيطة وسهلة التطبيق والتعامل معها " لبس الكمامة ، التباعد ، غسل اليدين " ، حتى لا يقع المحذور ، ولكن وللأسف لا حياة لمن تنادي عند الكثيرين من المستهترين واللامبالين الذين قد ينقصهم الحس بالمسؤولية أو يقظة من ضمير ، لأنهم يؤذون أنفسهم ويؤذون مجتمعهم ، وبالتالي نشاهد ماذا حصل من زيادة عدد المصابين وعدد الوفيات ، وهذا سببه نحن بلا أدنى شك ، بسبب عدم التزامنا ، وعدم تنفيذنا للتعليمات والنصائح وحتى للقوانين ، ورغم ذلك نلقي اللوم على المسؤولين ، ونعلق أخطائنا وتقصيرنا وإهمالنا على شماعة المسؤولين كما يحلو لنا .

ويحضرني هنا في هذا المقام ، مثل تونسي " المتفرج بطل " ، ونحن كذلك ينطبق علينا هذا المثل كمتفرجين أبطال ، لأننا نشاهد التصريحات الإعلامية للمسؤولين عن كورونا ، وندعي البطولة حين نمتعض من زيادة الأعداد ، وفي الوقت نفسه

نلومهم ونصب سوط غضبنا عليهم ، رغم أنهم بتعبهم وجهدهم ضحية إهمالنا وسخريتنا ولامبالاتنا، والعيب والخطأ والإهمال فينا نحن ، إلا من رحم ربي.

وكما يقول الإمام الشافعي
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونحن للأسف كذلك ، لأن العيب فينا ولا عيب سوانا .