ميثاق شرف إنتخابي للشعب الأردني!
نشأت الحلبي
21-03-2010 10:13 AM
لم يكن ورود مواثيق الشرف في خطاب التكليف السامي لحكومة سمير الرفاعي من قبل جلالة الملك، بالأمر الذي يجب أن يمر مرور الكرام، فجلالة الملك أدخل مواثيق الشرف لمعرفته بأن إلتزام الأردنيين بميثاق هو تأكيد منهم على عمق الإلتزام، وهذا بالضبط ما اراده الملك، أراد إلتزاما من كل فرد في الحكومة الجديدة ليعمل بإخلاص وتفان لإنجاز المهمة الموكلة إليه بعيدا عن أي شبهة بالفساد أو التقاعص عن العمل، ومن شيم الأردنيين، والوزراء منهم بكل تأكيد، إذا ما إلتزموا بمثل هذا الميثاق أن لا يأل جهدا بالتنفيذ، بمسؤولية عالية، وبروح وطنية، وبعيدا عن "سقطات" النفس.
أما وأن فتح الملك نفسه هذا الباب بدافع الإلتزام الوطني، فإن الأولى بالشعب الاردني أن يسير على نفس المنهج، وإذا ما كان الإستحقاق القادم والمتمثل بالإنتخابات النيابية هو إستحقاق وطني بإمتياز، فإن الشعب الأردني كله مدعو لتوقيع ميثاق شرف إنتخابي لإنتاج برلماني أردني خالص قادر على تحمل العبئ الوطني.
أما كيف يكون ذلك، فإن تجربة المجالس النيابية التي مر بها الأردن منذ عام 1989، وهو موعد عودة الديمقراطية الى البلاد ولن نقول قبل ذلك، كفيلة بأن توصلنا الى النقاط الأساسية في مثل هذا الميثاق، ليلتزم بها كل أردني شريف.
ولربما أجتهد هنا، ومن خلال التجربة ومن خلال ما كتبنا عنه وما سمعناه، وبعض مما عايشناه، أن أخلص الى بعض النقاط التي دارت في مخيلتي لتكون بداية لهذا الميثاق، ولتشكل مقدمة يمكن أن يشارك فيها كل مواطن أردني ليضيف عليها، أو يحسنها، لنخلص الى ميثاق نلتزم به جميعا حتى نكفل مستقبلنا وندافع عنه :
أن لا يقبل مواطن أردني شريف أن يبيع صوته لأي كان، فالمال السياسي كان كفيلا بإنتاج نواب لا يمكن أن يقال عنهم غير أنهم تجار، وإذا ما تمكنا من منع بيع أصواتنا بأبخس الأسعار، حتى لو كنا بأحوج ما نكون لأقل المال، فإن وجود نائب حر شريف سيكفل بلا شك أن لا نرمي بأولادنا أمام مؤسسات الحكومة حتى يقوموا بتربيتهم والصرف عليهم، فهذا كان سببه نحن حين قبلنا أن نتاجر باصواتنا، فأوصلنا التجار الى "النمر الحمراء" والوجاهات"، وكانت النتيجة أن نرمي فلذات أكبادنا في الشوارع.!
أن لا نقبل أن نبيع هوياتنا لمن يدفع أكثر حتى "يكويها" ونعود لنصوت له.
وأن لا نقبل أن نقسم على القرآن الكريم لنصوت لهذا أو ذاك مقابل أن نحصل على النصف الآخر من الخمسين دينار التي نكون قد حصلنا على النصف الأول منها.!
أن لا نقبل بنقل هوياتنا من أماكن سكنانا حتى نصوت لهذا أو ذاك حتى لو كان قريبا لنا، لأن أهل منطقتنا أدرى بهمومنا من غيرها، ولأننا لا يجب أن نرضى أن "نصنع" نائبا في مكان ما لا يريده أهل ذلك المكان.
أن ننتبه لمن يخدعنا بمعسول الكلام حتى يتلذذ هو على ظهورنا، فهؤلاء طالما وعودنا بالنعيم، فيما تلذذوا هم به وحرمنا نحن، وهؤلاء طالما وعدونا بتحرير البلاد المغتصب منها وما سيغتصب، فيما دخلوا هم في صفقات مشبوهة، فالأجدى بنا أن نضع مصالحنا ومصالح أطفالنا ووطنا أولا وقبل أن نفكر بما هو خارج الحدود حتى لا نبقى نحن أسرى الوعود الكاذبة منها، وغير المعقولة.
أن لا نقبل الدخول في صفقات "تضمين" المقعد النيابي الى سنوات الى هذا أو ذاك، فكثير ما ثارت النزاعات على خلفية إرضاء فلان بأن لا يرشح نفسه بوعد أن يكون هو المرشح الأوحد في الدورة القادمة، فهذا يعني إرتهان صوت الناخب لشخص بحد ذاته حتى لو لم يكن على قدر تلك المسؤولية، وبالتالي إبعاد من يمكن أن يكون أقدر وأجدر منه في خدمة الناس، وإن لم يكن قبل السنوات الاربع تلك يحمل صفات تؤهله ليكون نائبا عن الناس.
أخيرا، وليس آخرا، أن لا نرضى لأنفسنا بأن يمثلنا من يريد أن يثرى على حسابنا وعلى حساب مقدرات الوطن، فهذا لم يرشح نفسه إلا لأن لعابه يسيل على جيوبنا وعلى الصفقات التي يريد أن يبتز أي كان للحصول عليها، أو من يريد ان يستغل تمثيله لنا لكي يتهرب من دفع الضرائب، أو أن يستغل "النمرا الحمراء" ليحضى بتهريبة".
هذا بالتأكيد ليس كل ما يجب أن يتضمه "ميثاق الشرف الإنتخابي للشعب الاردني"، فبالتأكيد أن هناك الكثير الكثير مما يمكن أن يضعه الناس بأنفسهم، الناس الشرفاء، الاردنيين الذين لم يعرف عنهم يوما أن قبلوا برشوة، أو باعوا أطفالهم أو ألقوهم في الشوارع، فالأردني هو عنوان المواطنة الشريفة، وهو ما فتئ ليكون مضرب المثل على الأقل بين أقراننا من العرب، وهذه دعوة لكل مواطن حر شريف بأن يضيف ما يرى أنه في مصحلة الوطن والمواطن على ميثاق الشرف هذا، لكي نبقى مضرب المثل كما كنا دائما.
Nashat2000@hotmail.com