بث اليأس والعجز في نفوس شبابنا
د. سيناريا عبد الجبار
03-10-2020 06:40 PM
تطالعنا بعض المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، بدعوات مستغربة ودخيلة على مجتمعنا الأردني من أشخاص مثبطين ومعلقين سلبيين، تبث اليأس والقنوط والعجز في نفوس شبابنا وشاباتنا، وتدعوهم للانتحار الفردي والجماعي، مستغلة ظروفاً اجتماعية واقتصادية صعبة من فقر وبطالة وتهميش ، تمر بها هذه الفئة من أبنائنا وبناتنا، كان آخرها ما حدث مع أحد أبنائنا الأعزاء، رحمه الله وصبّر ذويه، جراء عدم مقدرته على سداد رسومه الجامعية، وضعف قنوات التواصل والحوار الأبوي بينه وبين إدارة الجامعة.
وكان الأجدى بهذه الدعوات أن تبث روح التفاؤل والأمل في نفوس الشباب والشابات، وأن تملأ الثقة بهم وبقدراتهم وبطاقاتهم ، وتبين لهم أنهم قادرون على المضي قُدماً في طموح التحدي، وأنهم قادرون على تجاوز الصعاب والمحن، وإن سُدَّت الطرق، وعظمت التحديات، فعلى عاتقهم تقع مسؤولية التغيير الإيجابي داخل أنفسهم وداخل مجتمعاتهم، بما يمتلكونه من قوة وإرادة، ويشعرونهم أن الحياة فيها فرح وحزن وفقر وغنى ونجاح وإخفاق، وأن الأوطان تبنى بجهود أبنائها المخلصين وبالطموحات التي لا يحدها علو ولا ارتفاع، ولا ينتقص منها ومن بهجتها إخفاق هنا أو هناك . فالعثرات موجودة ما دامت الحياة، وبالأمل تهون المصيبة، ويخفت الألم، وتهدأ النفس، ويسود الرضى. أوليس الصبر قوة على التحمّل، والاطمئنان بالله قوة إضافية تمكّن الفرد من عدم ارتهان نفسه وشخصيته للآخرين يحركونها كيفما أرادوا وحسب أهوائهم ورغباتهم ، وأن الإيمان برحمة الله وعونه هي مفتاح السعادة والنجاح في هذه الحياة!!
أقول لكم - أيها الشباب والشابات - ما أجمل الحياة بكم ، ولا معنى لها من دونكم - فأنتم عنوان حيويتها وألقها وبهائها.
وهنا أهيب بحكومتنا لتعمل بجد وإخلاص من أجل النظر في قضايا الشباب والتصدي لها، ووضع الحلول العملية لها بعيدا عن التنظير والعبارات المكررة، وصولاً لتفعيل طاقات أبنائنا الشباب، وتوظيفها توظيفاً إيجابياً في خدمة الوطن وأهله.