افتقدت الامتان العربية والاسلامية كما الانسانية جمعاء امير الانسانية الذي قدم جل عطائه في خدمة البشرية من خلال اعماله الخيرية ومواقفه الانسانية، فلقد ترك الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ارثا عظيما من الانجازات و الاعمال الانسانية خلد ذكراه، وميز سيرة عطائه من خلال المبادرات العديدة والمتنوعة التي حفرت إرثا انسانيا أينما سقطت وتاثيرا قيميا أينما وجدت، فلم تفرق اعماله الانسانية الكثيرة والمتنوعة بين بني البشر، في توفير المأوى والمسكن والملجأ او مساعدة المجتمعات في التنمية في مجالات الصحة والتعليم وتوفير العناية اللازمة لذوي الاحتياجات الخاصة او مساعدة ذي عوز.
فلقد قدم رحمه الله كثيرا ومازالت صدقاته الجارية تقدم الكثير نتيجة اعماله التنموية والانسانية في معظم الاقطار العربية والاسلامية والدولية فاستحق ثناء الجميع وحسن والتقدير من الجميع ودرجة التمايز في حياته وجائزة امير الانسانية لانجازاته وستبقى اعماله شاهدة على تميز عطائه وتفانيه رحمه الله في اعمال الخير ومساعدة الجميع، كيف لا وقد وهب نفسه لخدمة الانسانية والوقوف مع صوت العدالة والعمل على انصاف المظلوم، فكان بذلك قائدا للعمل الخيري واميرا للعمل الانساني وعضدا للامة العربية ونصيرا لقضاياها.
ولقد حققت الكويت في عهد سمو الامير الشيخ صباح الاحمد وثبات نوعية من الانجازات في مجالات البنية التحتية، والبنية الفوقية التعليمية منها والصحية، وفي مجالات الرعاية الاساسية والاجتماعية كل هذا جاء من خلال خطة عمل تقوم على رؤية منهجية تنتهي في 2035 كان قد صممها الامير الشيخ صباح الاحمد لتكون البوصلة التنموية والنمائية لدولة الكويت الشقيقة هذا اضافة الى الانجازات الاقتصادية التي سعت الى تنوع سلة الكويت من الاستثمار لتشمل استثمارات داخلية واخرى خارجة كانت حصة الاردن منها تقدر باكثر من عشرة مليارات دولار، هذا اضافة الى ان الطلبة الكويتيين هم الاكثر عددا على مقاعد الدراسة في الجامعات الاردنية.
ولقد كان لسياسة الخارجية ما ميزها عن كثير من الدولة لرزانة نهجهها وثباتها على المواقف المركزية المناصرة للحقوق المشروعة والعاملة على تقريب وجهات النظر بين الاقطار العربية وهو ما جعل لسمو الامير الشيخ صباح ليكون بين نظرائه عنوانا للحكمة ومرجعية القرار في كثير من الامور الدبلوماسية والقرارات المركزية، وكان يعتبر الاردن جزءا رئيسا في تقدير الموقف العام في اغلب القضايا، وهذا ما كان مدار حديث مع الشيخ محمد العبدالله والرئيس مرزوق الغانم بحضور الاميرة هند بنت عبد الرحمن وابراهيم بوير وعبدالله علاج واحمد الدوسري، حيث كان رحمه الله مثار ثناء ومرجعية مشورة في القضايا العميقة.
والاردن واذ يشاطر الكويت احزانها بوفاة فقيد الامة وأحد اهم رموزها، فانه يدعو الله جلت قدرته ان يرحم الشيخ صباح الاحمد الحابر الصباح بواسع رحمته وان يحفظ الكويت واهلها من كل مكروه، وان يعظم اجر الكويت والاردن بهذا المصاب الجلل.
الدستور