أحمد الشخانبة… روحك تطاردنا .. !
الدكتور مفضي المومني
30-09-2020 12:36 PM
لروحك الرحمة الطالب أحمد الشخانبة، ولأهلك وأحبابك وكل من تعاطف مع قصتك… العزاء… ولا عزاء لكل مسؤول في بلدي… أغمض عيناه وصم أذنية… عن سماع صوتك وصوت أمثالك.
روحك الطاهرة ستطارد كل من عبث في التعليم العالي بوطني، ركضنا خلف الجامعات الخاصة، وجملناها بانها غير ربحية… واكتشفنا أنها تدار من أصحاب الأموال وكبار المساهمين من خلال مكتب داخل الجامعة، ومكتب الرئيس هو ديكور فقط وتحقيق لمتطلبات التعليم العالي، ولا أعمم…ولا أنسى أن الجامعات الحكومية أيضا أصبحت تنافس الخاصة في كل شيء..!
فالحال مائل، وتحت سمع ونظر وزارة التعليم العالي… .التي تُظهر عجزا مريبا في ملف التعليم العالي بشكل عام.
روحك ايها النقي الطاهر… يجب أن تطارد حكوماتنا وأغنيائنا… لسنا فقراء… في هذا البلد الكثير من أصحاب الأموال الحلال، وغيرهم ممن جمعوا أموالهم بشراء الذمم وإستغلال النفوذ والسلطة، بضع مئات من الدنانير منهم… خذلتك ايها الشاب النقي، وتخذل غيرك من الأباء والأمهات، ليس لبذخ أو كماليات، ولكن لتغطية قسط جامعي، يُدفع للجامعات عامة وخاصة رالتي توحش بعضها على الناس بأقساط ورسوم لها أول وليس لها آخر… وخارج حدود طاقاتهم.
طرحت في مقال سابق إمكانية مجانية التعليم الجامعي وطرحه وزير تعليم سابق، من خلال صندوق وطني تكافلي وتشاركي، ولكن لا حياة لمن تنادي.
الأقساط الجامعية وأسعار الساعات الخرافية في الجامعات الحكومية والخاصة أصبحت تؤرق الناس، التعامل الجاف مع طالب العلم كمشتري سلعة كمالية… ! بعيد كل البعد عن طلب العلم وأخلاقياته، إغلاق الأبواب في وجه الناس وعدم سماع أصواتهم من أي مسؤول لتدبير حاجاتهم لبضع مئات من الدنانير… جريمة.
أوجعتنا يا أحمد الشخانبة، أحرقت فينا ضمائرنا المهترئة قبل أن تحرق نفسك، أشعلت النار في نظامنا التعليمي الذي يبيت بياتا شتوياً، يستقيل رئيس وزراء في إحدى دول النعيم الأوروبي لأن طالبا صغيرا ضرب بطه بحجر، وعندنا يبقى وزير التعليم العالي وغيره شامخا في مكانه حتى لو احترقنا جميعا، لا أحد فيهم يُدرك ما هي المسؤولية العامة، ولكنهم يدركون المسؤولية الخاصة بالإمتيازات والسيارات والبرستيج والوجاهة، بأي خيبة من خيباتكم ستواجهون بكاء والدته، وحزن ولوعة رفاقه، وكسر قلوب أخواته وزميلاته، الويل لكم إن لم تردعكم ذات يوم ضمائركم، التي أصبحت ضمائر غائب… !
لروحك السلام يا أحمد، ونبقى في وطن الكاظمين على الغيظ، نرى الأخطاء والتجبر كل يوم، تداهمنا في عملنا وفي كل زاوية من حياتنا، ونبقى نصارع الكف بالمخرز… .لعل وعسى أن يأتي يوم، نصبح فيه على وطن… ! يتسعنا جميعا، لا مكان فيه لفاسد، فيه بعض عدالة… وبقايا حب، ومسحة أمل… .
نعزي أنفسنا… ووطننا… بموتنا… وحياتك… فربما تُبعث الحياة لوطن بتضحية ثائر… أو صرخة شاب عاثر… وليتهم يعلمون… .حمى الله الأردن.