الملك .. فقدنا أخاً وزعيماً حكيماً
أحمد الحوراني
30-09-2020 10:31 AM
ودّع الأشقاء الكويتيون يوم أمس أميرهم سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح وحُقّ لهم أن يبكوه وأن يوجع الحزن قلوبهم على رحيله بعدما قاد الكويت عبر عقود طويلة شيّد وبنى خلالها دعائم النهضة الشاملة التي عمّت أرجاء البلاد وشملت مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية والفنية والرياضية، مستنداً بذلك كلّه على حسن استثماره بالإنسان والمواطن الكويتي الذي تهيأت له ظروف البناء واستعدادات التضحية والعطاء، وبات المواطن الكويتي في عهد الشيخ صباح عنصراً فاعلاً ومؤثراً في مسيرة التنمية والتحديث إلى أن أصبحت التجربة الكويتية محط إعجاب وتقدير القاصي والداني على حد سواء.
في المملكة الأردنية الهاشمية شعر الأردنيون بحزن عميق نابع من قلوبهم على وفاة الشيخ صباح الأحمد فامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي والصفحات الخاصة على الفيسبوك ومن مختلف المستويات تنعى القائد العربي الحكيم وتستذكر مآثره ودوره في الوقوف إلى جانب الأردن في محطات ومراحل مختلفة من تاريخ الدولة، وتقدم جلالة الملك عبد الله الثاني الجميع متأثراً بالمصاب الجلل بقوله" فقدنا اليوم أخاً كبيراً وزعيماً حكيماً مُحبّاً للأردن سمو الشيخ صباح الأحمد رحمه الله..كان قائداً استثنائياً وأميراً للإنسانية والأخلاق".
الكلمات المثقلة بالتقدير والمعاني والدلالات التي نعى فيها جلالة الملك عبد الله الثاني أخاه سمو أمير الكويت تعكس عمق المكانة التي احتلها الراحل الكبير على المستوى الشخصي عند جلالته الذي يمثل كل الأردنيين بفخر واعتزاز، وجلالته كان قد عبّر في مناسبات عديدة عن تقدير الأردن للوزن السياسي الكبير الذي تمثله الكويت التي كانت طيلة تاريخها الطويل تقف إلى جانب نصرة القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية، حيث كانت لسمو الشيخ صباح الاحمد مواقف سياسية واضحة أكد عليها بما كان يتطابق مع رؤية ومواقف الأمة العربية وكان رحمه الله داعياً ونصيراً لكل ما من شأنه تفعيل وتدعيم العمل العربي المشترك.
تاريخياً امتازات العلاقات الأردنية الكويتية بالقوة والمتانة وبدأت منذ عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال، وامتدت لعهد المعزز عبد الله الثاني حفظه الله حتى أصبحت نموذجاً يحتذى في العلاقات العربية العربية والمفتوحة على آفاق واسعة وواعدة للارتقاء بها في مختلف المجالات وبما خدم ويخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
رحل الشيخ صباح الأحمد الصباح وحمل أشقّائنا الكويتيون أحزانهم وآلامهم وكسر خاطرهم، لكنهم وهم يبكون فراق زعيمهم وعيونهم تقطر دمعاً غالياً عليه، ينظرون للمستقبل ويحملون شموع الأمل وهم سيلتفون حول أميرهم الجديد الذي لا ريب أنه سيواصل السير على ما بناه الراحل الكبير، والشعب الكويتي الشقيق شعب متعلم واع ومثقف ومؤمن بالله وتصاريف أقداره وهم يدركون أن وفائهم لأميرهم الراحل يكون بمزيد من التكاتف والإصرار على تجاوز الحزن لدخول مرحلة جديدة يتواصل فيها مسيرة البناء والاعمار.