يجب أن نتفق جميعا على حقيقة علمية ثابتة في كل العالم و هي أن الوباء باقٍ معنا لسنوات عديدة من ثلاثٍ إلى اربعِ سنوات حسب رأي العديد من العلماء والباحثين في هذا المجال، حتى و إن تم إنتاج اللقاح في بداية هذا العام، فلن يكون بالكميات الكافية لكافة سكان العالم، وما يهمنا في الأردن إن استوردنا اللقاح فلن نستطيع توفير أكثر من مليون جرعة وهذا ما يمثل عُشر عدد سكان المملكة. انطلاقا من هذه الحقيقة الصعبة أصبح مبدأ التعايش مع هذا الوباء واقعا لا مفر منه، وفي جميع مجالات الحياة حفاظا على اقتصادنا المنهك أصلا قبل الجائحة، إنّ من أهم القطاعات التي يجب أن تعود للعمل وبكامل قوتها قطاع التعليم (المدارس والجامعات) فالتعليم خط أحمر لا يجب القفز عنه، فهو الذي يربي الأجيال ويبني المستقبل وإنّ من أهم أسس التعليم أن يكون مباشراً وجاهياً بين الطالب و الأستاذ في المدرسة ، فالمدرسة ليست للقراءة والكتابة فقط، و إنّما لبناء الوعي،و هي العالم المصغر للمجتمع.
إنّ للتعليم الوجاهي تأثيراً إيجابياً على شخصية الطالب ومهاراته من خلال التواصل الاجتماعي وزيادة تفاعله مع الآخرين،وفيه اعتماد الطالب الكلي على نفسه من غير مساعدة الأهل، ناهيك عن تعليمه الالتزام و احترام النظام، ومزايا أخرى كثيرة جدا سيفقدها الطالب من خلال التعلم عن بعد الذي لو عددنا مساوئه سنجدها لا تعد و لا تحصى، أهمها :
اولاً :العبء الاقتصادي الكبير على الأهل من خلال توفير بيئة خصبة للتعليم ( غرفة منفصلة - لابتوب- انترنت- موبايل).
ثانياً .فقدان الأهل السيطرة على الأولاد من خلال جلوسهم المتواصل على الشاشات خاصة إذا كان الوالدان عاملين.
ثالثاً.اهتزاز شخصية الطالب من خلال انفصاله عن المجتمع وتعوده على الخمول والكسل و عدم احترام الوقت.
رابعاً .هناك جانب مهم جدا اذا استمرينا في التعليم عن بعد وهو الجانب الاقتصادي و خسارة قطاع المدارس الخاصة لأن كثيراً من الأهالي سيتحولون للتعليم الحكومي لأنهم لن يجدوا أي ميزة بالتعليم الخاص وهذا سيترتب عليه فقدان فرص عمل كبيرة جدا للمدرسين و الإداريين وغيرهم، مما ينعكس سلباً على مجتمعنا
خامسًا هناك الاضرار الكثيره على دماغ الطلاب من جراء استخدام الاجهزه الالكترونيه بمختلف انواعها حيث تسبب الحركات اللاراديه والتشنجات والام بالعيون والصداع وفرط الحركه وتشتت الانتباه وغيرها .
سادسًا المعاناه الشديده والتي يعانيها الاهل من جراء عدم القدره على الدخول على المنصه وانقطاع التواصل مع المدرسين في الكثير من الاحيان لأسباب تقنيه .
.لا نريد أن نخترع العجل مرة أخرى، هناك بروتوكولات جاهزة و منفذة في الدول المتقدمة ( بريطانيا - ألمانيا - فرنسا) نستطيع أن نطبقها عندنا في الأردن، وهي :
أولا : ترك حرية الاختيار للأهالي سواء بالتعليم المباشر أو التعليم عن بعد.
ثانيا : في حالة التعليم المباشر وفي حالة ظهور حالات بالمدرسة لا يجب إغلاق المدرسة بالكامل و إنما تعليق الشعبة لمدة لا تزيد عن خمسة أيام يتم خلالها تعقيم القسم بالكامل و فحص المخالطين المقربين فقط بالصف مع استمرار الدراسة في باقي الأقسام.
ثالثًا هناك خيار التعليم الهجين تعطى المواد الاساسيه داخل المدرسه والمواد الثانويه عن بعد .
أخيرا و ليس آخرا : الحروب تقع و الوباء ينتشر لكن المدارس لا تتوقف و الغرف الصفية لا تغلق ولا توصد.
عبر الزمان حصلت المجاعات و حصلت الحروب و كان هناك فقر، و أزمات أشد بكثير مما نتعرض له اليوم ومع ذلك المدارس لم تغلق. علينا ان ننقذ أبناءنا من التجهيل والاميه وبأسرع وقت ممكن وهناك حلول كثيره مطروحه وأصحاب الامر يعلمون ذلك.