للمرة المئة يتابع الاردنيون خبر رحيل حكومة وتشكيل حكومة جديدة. ويتابعون الاجواء الغامضة والاخبار السرية والمسربة والتكهنات عن شخصية رئيس الحكومة الجديد، ومن سيكون؟ سباق الاخبار مليء بالاسماء المرشحة لخلافة الدكتور عمر الرزاز الذي رحلت حكومته باستيفاء المواعيد والاستحقاقات الدستورية مع اعلان حل البرلمان، واجراء انتخابات نيابية في العاشر من شهر تشرين ثاني المقبل.
في تشكيل كل حكومة تتكرر نفس المشاهد وان اختلفت الوجوه. الاستحقاق الدستوري يلزم الحكوم الحالية تقديم استقالتها خلال اسبوع، ومن المرجح ان يعلن الرزاز اليوم عن تقديم استقالة حكومته، وان يكلف رئيس جديد بتشكيل الحكومة.
قرات البارحة سيرة ذاتية لاحد الاسماء المتداولة لخلافة الرزاز مكونة من سبع صفحات، وتحتاج لساعتين لقراءتها. وزراء حاليون لا يرغيون بمغادرة مواقعهم، واستبدال وزارتهم باخرى اهم وافضل، ومستزورون يبحثون عن ملاذات ليقرعوا ابواب ومسامع الاسماء المرشحة والمتداولة لتشكيل الحكومة، تقديم سيرة ذاتية وتوصية.
في غمرة تشكيل الحكومة. وعندما يباشر الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية، فاحيانا تكون غير كافية فيجري استحداث وزارات جديدة، وزير دولة مثلا او تفكيك وزارة الى وزارتين، واضافتها على التشكيل الوزاري لاسترضاء اكبر عدد من المستوزرين. اهم شيء لا يزعل احد، الحكومة الحالية بتعديلاتها الوزارية الستة انتجت ازود من خمسين وزيرا!
منتظرو التوزير فرحون. وايديهم على قلوبهم، وان خاب الامل ، وتعسر توزيرهم يبداون بمواجهة الحكومة والرئيس الجديد بحروب الكلام والنميمة.
تدوخ وانت تبحث في سير الوزراء، وهناك وزراء رحلوا عن كراسيهم دون ان ينشروا سيرهم الذاتية. ولا يعرف كيف صعدوا وهبطوا من الحكومة.
في الصحافة نمسك على اقلام التحرير صابرين بنقل خبر من هو الرئيس الجديد وولادة الحكومة. الدهشة في تشكيل الحكومات انتهت من زمان.
كنا في الصحافة نحسد على ايام تشكيل وولادة حكومة جديدة، اخبار خاصة وطازجة من الفرن. اليوم، خبر عن حكومة جديدة في الصحافة اقل ما يشغل الاردنيين.
مع كل حكومة جديدة نرى ثمة الالتباس في العلاقة والمسؤولية والثقة بين الحكومة والشعب والفرد. على كل الاحوال.
الدستور